نساء لبنان يجابهن العنف المنزلي وجائحة كورونا

شابة لبنانية خلال الاحتجاجات التي شهدتها لبنان قبل أشهر \ The New Arab
2

أدت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات اللبنانية لمجابهة جائحة كورونا إلى ارتفاع حالات العنف المنزلي وذلك مع إلزام المواطن بالمكوث في منزله لفترات طويلة.

ومع توقف الأعمال وبقاء الكثيرين في منازلهم ساعات طويلة يوميًا، برزت إلى السطح خلافات أسرية واحتكاكات داخل البيوت أدت إلى ارتفاع ملحوظ في نسب العنف المنزلي بالنسبة للكثير من النساء.

تضاعف نسب التبليغ

وفي تقرير لموقع (عربي بوست) كشف من خلاله أن المنازل في لبنان لم تعد آمنة بالنسبة للنساء، مع وجود شكاوي متعلقة بعنف متنوع يجابهنه يوميًا، كاشفًا عن تضاعف نسبة التبليغ على الخط الساخن المخصص من الأجهزة الأمنية 100% في شهر مارس الماضي.

وحتى يوم الأحد الماضي أصيب 677 شخصًا في لبنان بمرض كورونا فيما توفي 21 آخرين.

تردي الأوضاع الاقتصادية

ويؤكد مصدر أمني، طلب عدم كشف هويته، أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تعتبر سبب رئيس في زيادة حالات العنف المنزلي خلال فترة الحجر.

ويمضي في القول: “خلال مارس 2019، وصلنا 44 اتصالاً، بينما في مارس الماضي وصلنا 97 اتصالاً، وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة تبلغنا بعدد كبير من الشكاوى”.

وزاد المصدر الأمني:”نسبة زيادة التبليغ وصلت 100%، وهذا الرقم لا يشمل ما تتلقاه خطوط ساخنة أخرى لجمعيات نسوية تهتم بهذا الملف”.

فتح محاضر تحقيق

ومع ازدياد أرقام العنف المنزلي كان لا بد للسلطات اللبنانية من التدخل، حيث أصدر النائب العام التمييزي، القاضي غسان عويدات، الخميس الماضي، تعميماً بشأن كيفية التحقيق في هذه الدعاوى.

ووجه عويدات إلى فتح محاضر تحقيق فورية في جميع قضايا العنف الأسري، حتى في حالات الجرائم غير المشهودة، وعدم اشتراط حضور الضحية لمركز التحقيق، في حال قالت إنه لا يمكنها الانتقال بسبب الأوضاع الصحية (كورونا)، وقيام المحامي العام الاستئنافي المتخصص بالاستماع إليها عبر تقنية “الفيديو كول”.

زيادة معاناة المرأة

تقول رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، كلودين عون روكز، (ابنة الرئيس ميشال عون)، إن المرأن اللبنانية تواجه الكثير من المعاناة في المجتمع، وأن هذه المعاناة قد زادت بسبب جائحة فيروس كورونا.

وتمضي قائلة: “تقدمت الهيئة إلى النائب العام لدى محكمة التمييز بإجراءات (مقترحة) تسهم في الحد من تزايد ظاهرة العنف الأسري داخل المنازل، في ظل الحجر المنزلي المفروض على اللبنانيين، لمواجهة كورونا.

وتتابع: “كما اقترحنا عدم اختتام المحاضر المفتوحة بجرائم العنف الأسري بعد أخذ تعهّد على المدعى عليه بعدم التعرض للضحية، وإبقاء المحضر مفتوحاً لمهلة معقولة (أسبوعين) يكون فيها الجاني تحت المراقبة القضائية”.

مؤشر خطير

أما الناشطة في منظمة FE-MALE، علياء عواضة،فتؤكد أن ارتفع نسب العنف المنزلي ضد المرأة يعد مؤشرًا خطيرًا، وقد يصل أحيانًا إلى حد التهديد بالقتل.

وتقول إن: “غالبية المنظمات العاملة في مجال حماية المرأة أفادت بارتفاع نسب التبليغات (من نساء تعرضن للعنف)، خاصة في الآونة الأخيرة”.

وكشفت عن وجود اختلاف واضح في عدد البلاغات قبل أزمة كورونا وأثنائها، مشيرة إلى أنه قبل الجائحة كانت ترد اتصالات للاستفسار عن الدعم المعنوي أو عن الخدمات، بينما الاتصالات الحالية هي للتبليغ عن حالات عنف.

وزادت تداعيات كورونا الوضع سوءاً في لبنان، الذي يعاني بالأساس أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه.

أرقام مخيفة

على ذات الصدد، قامت منظمة (أبعاد) بإطلاق دعوة تهدف للتضامن مع المرأة، وذلك بالوقوف في شرفات المنازل، يوم الخميس الماضي، رافعين شعار: “الحجر مش (ليس) حجز”.

وقالت مديرة المنظمة، إن “الجوانب الاقتصادية، مع إجراءات الحظر وتوقف الأعمال بسبب الجائحة، ادت إلى ارتفاع نسبة العنف ضد المرأة بطرق متعددة، ففي مارس تلقينا 155 اتصالاً، وفي أبريل 138 اتصالاً حتى اليوم.. وهناك معدل من 4 إلى 6 سيدات يطلبن خدمة الدار الآمنة”.

2 تعليقات
  1. […] اقرا الخبر كاملا من هنا […]

  2. […] اقرا الخبر كاملا من هنا […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.