نصائح نتنياهو للبرهان

0

لم يتعجب السودانيون كثيراً من تسريبات المقاطع الصوتية لأحد الصحفيين الذي يشكو فيه من ضغوطات يتعرض لها هو وعدد من الصحفيين ووسائل الاعلام من قبل رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، ومن ثم لم تكن غريبة محاولات البرهان نفي هذه التهم عن طريق تشغيل وسائل الاعلام التي اشتراها وعمل طويلا على رشوتها لتقدمه بصورة حسنة.

الآن بات مفهوما من أين جاء البرهان بفكرة تطويع وشراء ورشوة وسائل الاعلام، ففي فبراير من العام الماضي عُقد لقاء سري بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان في أوغندا، وسرية الاجتماع كانت مؤقتة وتكمن في عدم علم الحكومة السودانية به وهو ما صرحت عنه حينها.

لقد كان موضوع هذا الاجتماع الرئيسي هو قضية تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، لكن كانت هناك قضية هامشية وهي نصائح قدمها نتنياهو للبرهان حول كيفية التعامل مع وسائل الاعلام وتطويعها، ومن ضمن الوسائل التي اتبعها نتنياهو في اسرائيل هو دعم مجموعة من وسائل الاعلام وتمويلها من وراء الكواليس ومساعدتها على تخطي المنافسين مقابل ان تقوم بتسليط الضوء على الايجابيات في عمل الحكومة وتخفض الانتقادات، وهذا ما حصل مع صحيفة يديعوت أحرونوت الشهيرة الاسرائيلية التي قامت بالتفاهم مع نتنياهو وتحسين صورته مقابل بعض المال والضغط الحكومي على وسائل الاعلام المنافسة.

والى جانب الرشوة والشراء قد يصل الامر الى حد التهديدات والضغوطات وهذا كان من ضمن نصائح نتنياهو أيضاً، وهذا ما رأيناه مع التسريبات الصوتية للصحفي السوداني. البرهان لا شك قد شكى لنتنياهو وأفهمه أن خطوة التطبيع مع اسرائيل ستعني وقوف الشعب السوداني ووسائل الاعلام ضده، ولكن نتنياهو حاول تطمين البرهان بأن كل شيء سيكون على مايرام وقدم له نصائح التعامل مع وسائل الاعلام والصحفيين.

ولقد حذر نتنياهو عبد الفتاح البرهان من أن التعامل مع الاعلام يجب أن يتم ببطء وبالتدريج وبطريقة تجعل الصحفيين والإعلاميين يخافون ويترددون في الحديث عن الرشاوى التي يتلقونها أو عن تلك التهديدات، لكن يبدو أن حبل الكذب قصير ولا يمكن لأي سلطة حبس أنفاس كل الصحفيين طوال الوقت، وهذا ما حصل مع فضائح نتنياهو ومن ثم مع البرهان عند تسريب احد الصحفيين لتلك المعلومات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.