سنمار سورية الإخباري- هل تقف اسرائيل وراء الهجوم على نطنز..؟

0

بعد يوم واحد فقط من افتتاح عمليات ضخ الغاز في مجموعة من اجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية ، اعلنت الجمهورية الاسلامية ان هذه المنشاة قد تعرضت لعمل تخريبي هو الثاني في اقل من عام ، وهذا العمل لم يؤدي الى خسائر بشرية ولم يؤثر على عمليات تخصيب اليورانيوم ، وانه اضر بمظومة الطاقة الكهربائية التي تزود بعض اجهزة الطرد المركزي وعطل بعض اجهزة الطرد المركزي القديمة ، وانها الاجهزة التي تعرضت للتخريب سيتم استبدالها باخرى اكثر تطورا من الاجهزة السابقة ، كما اشار الى ذلك رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية ، وبعد وقت قصير على مايتوقع انها عملية ارهابية نووية ، وجهت وسائل الاعلام الايرانية اصابع الاتهام الى اسرائيل واتهمتها بانها تقف وراء هذا العمل التخريبي ، كما ان مسؤولين ايرانيين منهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ، والمتحدث باسم وزارة الخارجية خطيب زادة ، ورئيس هيئة الطاقة الذرية الايراني جميعهم وجهوا اصابع الاتهام الى اسرائيل واشاروا بصورة مباشرة او غير مباشرة الى ضلوعها في هذا العمل التخريبي الذي وصفه علي اكبر صالحي بانه ( ارهاب نووي ).
وسائل الاعلام الاسرائيلية من جانبها نقلت بعد العملية بوقت قصير ماوصفتها بانها تسريبات استخبارية اسرائيلية بان نتنياهو هو من يقف وراء العملية ، كما ان نتنياهو نفسه المح الى ذلك من خلال التصريحات التي ادلى بها بعد ساعات من العملية بقوله (ان الصراع مع ايران وتوابعها ومشروعها النووي مهمة ضخمة جدا ..وان الوضع القائم اليوم ليس بالضرورة هو الوضع الذي سيكون غدا ) وهذه اشارات وتلميحات الى مدى الخطر الذي تستشعره اسرائيل في المديات القريبة والبعيدة في صراعها مع ايران ، وهو كذلك تلميح ان اسرائيل سوف لن تدخر جهدا في توجيه الضربات لايران (وتوابعها) ومشروعها النووي ، كلما سنحت الفرصة لذلك ، فما هي اهداف اسرائيل من وراء هذا العمل التخريبي ؟
1.ياتي هذه العمل الارهابي بعد يوم واحد من بدء ضخ غاز اليورانيوم في مجموعة من (164)جهاز مركزي من الجيل السادس(IR6 )المنطور و30 جهازا من نوع (IR5) ، وهذا الامر اقلق اسرائيل بشكل جدي لما يشكلها هذا التطور في المجال النووي الايراني ، لذلك فهي تعمل مابوسعها من اجل تاخير تخصيب اليورانيوم وتعطيل المنشأة النووية الايرانية ،
2. ياتي هذا العمل بعد المسارات الناجحة التي حققتها ايران في تجاوز عقبات الحصار الظالم الذي فرض عليها ، وبذلك فقد فوتت الفرصة على حماة اسرائيل من ابتزازها وهذا الامر لا ترتضيه اسرائيل مطلقا .
3.اليمين الاسرائيلي والامريكي والدولة العميقة العنصرية في امريكا قلقة ومرتبكة بعد التسريبات حول نية بايدن رفع الحضر عن ايران ، والاجواء الايجابية التي تخللت المفوضات النووية بين ايران ودول الاربع ، الامر الذي قد يفضي الى نتائج في صالح ايران ، وهذا الامر ليس في صالح اسرائيل” ونتنياهو “الطامح برئاسة الحكومة الاسرائيلية لذلك يحاول بقوة تعطيل مسار المفاوضات النووية .كما عبر عن ذلك محمد جواد ظريف بالقول بان ( ايران لن تسمح لاسرائيل بالتأثير على المفاوضات النووية، وان ماحدث في نطنز لن يضعف قدرات ايران التفاوضية )
4. وفي هذا السياق كذلك فان اسرائيل تريد جر ايران الى المواجهة وتسعى لذلك بكل قوة ، فمرة تستهدف السفن التجارية الايرانية ، واخرى اعمال تخريبة ضد المنشأة النووية ، والعلماء النووين ، لاجل جر الولايات المتحدة للتدخل وبالتالي ايقاف المفاوضات ، او على الاقل تعطيلها من اجل اضعاف موقف ايران ، اواجبارها على التنازل والخضوع لشروط امريكية جديدة .
5. ان اسرائيل التي تعيش ازمة سياسية كبيرة تحاول تصدير ازماتها للخارج وتسجيل انتصارات وهمية لالهاء الفعاليات السياسية والشعبية بعيدا عن الازمة الداخلية ، كما ان نتنياهو يريد ان يبدو بطلا مهيئا على حساب منافسيه لكي يمنح الثقة في تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة .
ان ايران التي تجاوزت عقبة الحصار القاسي الذي فرض عليها ، وتحقيقها الانجازات الكبرى في المجال النووي والاقتصادي وكذلك في مجالات التصنيع العسكري ، وكان اقوى هذه الانجازات هو ماتحقق في ظل الحصار الاقتصادي ،ومحافظتها على نظامها الاسلامي بكل قوة واقتدار ،سوف لن تنال من مواقفها هكذا احداث ،اقل مايقال عنها انها ردات فعل بائسة ، وان ايران لن تنسى ثارها مطلقا وسترد في المكان والزمان المناسبين ، فهذه الدولة ماضية بمشروعها العلمي والاقتصادي والسياسي ، والمشروع النووي الايراني اوسع واعمق من تهزه حادثة كحادثة نطنز الاخيرة ، ان الافعال الاسرائيلية هذه انما تعبر عن مدى الوجع والاحباط الذي يعتري المؤسسة الامنية والسياسية الاسرائيلية جراء التطور العلمي الكبير والواسع الذي تعيشه الجمهورية الاسلامية ، وان اغتيال عالم او ضرب منشاة لن يؤخر هذا التطور بل سيزيد ايران اصرارا في كل المسارات العلمية والتفاوضية في ان واحد .

المصدر: سنمار سورية الإخباري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.