عام ونصف عام، والسودانيون يعانون من أزمة خبز طاحنة، تفاقمت في الشهور الماضية. وقد أصبح الخبز نادراً ومصدر قلق لكثيرين.مئات المواطنين يومياً يجلسون على الطرق ويصطفون أمام المخابز ساعات طويلة، منذ الفجر وحتى حلول الظهيرة، وربما بعد كل هذا الانتظار لا يحصلون حتى على قطعة واحدة لانتهاء الكمية ، يقول الناشط السياسي محمد الفاضل ، إن “وزير الصناعة والتجارة فشل في إدارة الأزمات منذ توليه المنصب، فبدلاً من انتهائها تفاقمت. وتمت إقالة وزير الصحة أكرم التوم بعد اتهامه بالفشل في إدارة أزمة كورونا، على الرغم من أنه كان أكثر الأشخاص اجتهاداً في إدارة الملفات التي تخص وزارته، والآن مدني أثبت عدم قدرته على حل أي مشكلة متعلقة بوزارته، فالمواطنون بالطوابير أمام المخابز ومحطات الوقود، وأسعار السلع غير ثابتة وفي زيادة يومية، وهذا دليل على أن لا رقابة في الأسواق”.وفي السياق ذاته، يقول الفاضل “على الحكومات أن تخاف عندما يتعلق الأمر بلقمة العيش، لأن الشعب قام بإسقاط حكومة عمر البشير عندما شعر بأن وجودها يعني الجوع والمرض، وحالياً يعاني المواطن من الجوع والمرض بعد عام ونصف عام من سقوط البشير الذي سُميت حكومته في هتافات الثورة بحكومة الجوع”.وتسببت أزمة الخبز بأجواء مشحونة بالغضب، إذ توقف في الخرطوم نحو ألفي مخبز من أصل 4500، ما جعل الناس يحصلون على الخبز من المخابز المتبقية فقط حيث تحتشد أعداد كبيرة من المواطنين ما أدى إلى نشوب عراكات وتجاوزات أمنية متكررة وفي أسبوع واحد هناك سبع حالات قتل أمامها في الخرطوم.ويعزو عضو أصحاب المخابز صابر السر “الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأزمة” إلى “تسليم ملفها لوزارة الصناعة، مع تجاهل رئيس الوزراء لها والتي يجب أن يهتم بها ويتابعها مع وزير التجارة والصناعة، ما دفع أصحاب المخابز إلى تحرير سعر الخبز، لأن الدقيق المدعوم غير كافٍ”.بين الحين والآخر يخرج وزير الصناعة والتجارة ويحدد زمناً بسيطاً لحل الأزمة المتفاقمة من دون تقديم حلول مجدية ولا حياة لمن تنادي .