هل لسد النهضة علاقة بكارثة الفيضانات التي ضربت السودان؟

فيضانات غير مسبوقة ضربت السودان \ AFP
0

تساؤلات عديدة يطرحها الشارع السوداني تتعلق بأن يكون لسد النهضة الإثيوبي علاقة بكارثة الفيضانات التي ضربت البلاد في الآونة الأخيرة ولا تزال تهدد آلاف الأسر.

التساؤلات تتحدث عن الأثر المباشر لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا في إقليم بني شنقول المجاور للحدود السودانية.

كما أن بدأ الجارة الشرقية للسودان بملء خزان السد خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين أثار الحيرة حول أن يكون لذلك تأثير على الفيضانات الغير مسبوقة طوال الـ 100 عام الماضية.

أمطار فاقت المتوقع

ينطلق الكاتب أبرار سراج النور من أن “التحولات البيئية في كل من السودان وإثيوبيا هذا العام ظهرت جلية في كميات الأمطار التي فاقت المتوقع. وموسم الأمطار هذا العام جاء مبكراً عن التوقيت المعتاد”.

وبحسب موقع (اندبندنت عربية) يؤكد الباحث الإثيوبي أن “هناك قرى وبلدات عدة داخل إثيوبيا شهدت أمطاراً لم تعرفها من قبل، وأن الأضرار الناجمة عن الفيضانات تسببت بخسائر كبيرة للأهالي في الأموال والمساكن لم يكتمل إحصاؤها حتى الآن”.

ويشير إلى أن أعداداً كبيرة من الرعاة والمزارعين لم يتمكنوا من إنقاذ مواشيهم وحاجاتهم التي جرفتها مياه الفيضان، إذ ارتفع منسوب المياه في أنهار أواش وسيتيت، وتزامن ذلك مع هطول الأمطار الغزيرة التي عزلت بعض المناطق بالكامل، مما اضطر الحكومة إلى إنقاذ بعض الأهالي عبر طائرات الهليكوبتر.

ظاهرة جديدة

ويشير سراج النور إلى أن تدفق المياه جاء نتيجة فيضان نهر أواش، الذي يعبر عشر مقاطعات في المنطقة، والآخر هو فيضان مرتفعات أمهرة وتيجراي وأوروميا.

ووصف ما شهدته منطقة عفار وغيرها من المناطق هذا العام بمثابة ظاهرة جديدة لم تشهدها الأقاليم الإثيوبية من قبل. ويلفت إلى أن إقليم عفار هو جزء من وادي الصدع العظيم، وأدنى نقطة في إثيوبيا، على مستوى القارة الإفريقية.

ويؤكد تضرر مئات القرى في مناطق عفر وأسايتا وريدا والإقليم الصومالي ومناطق جنوب إثيوبيا التي جرفتها مياه الفيضانات. ويضيف “هناك حوالى 400 نازح في مدينة أسايتا” وحدها، لافتاً إلى أن “هذا أسوأ فيضان في التاريخ“.

وفي ما يتعلق بأثر السدود وأثر سد النهضة في الفيضانات التي يشهدها السودان، يستبعد الباحث الإثيوبي أن يكون لسد النهضة أو غيره من السدود، أي أثر سواء كان في السودان أو إثيوبيا، مضيفاً أن ما يحدث يفوق فاعلية السدود.

أمطار لم يعرف لها مثيل

ويعتقد الكاتب آدم كامل أن “إثيوبيا الآن تشهد تغيراً حقيقياً في المناخ، بدليل النسبة المتزايدة في كميات الأمطار التي لم يعرف تاريخ قريب لها مثيلاً، فضلاً عن هطولها في مناطق كانت مصنفة مناطق صحراوية المناخ”.

وأشار إلى أن “ما شهدته إثيوبيا بصفة عامة من أمطار هذا العام، وفيضانات وسيول تسببت في موت كثير من الأهالي، أحداث نادرة”.

أما إذا ما كان سد النهضة سبباً، يجيب كامل أن “الأضرار التي لحقت بإثيوبيا تفوق ما حدث في السودان”، لافتاً إلى أن “العلاقات الوثيقة بين شعبي وحكومتي السودان وإثيوبيا تعلو على أقاويل كهذه”.

فيضان نهر أواش

وتعتبر المفاوضات الجارية والمتعثرة بين البلدان الثلاثة حول مستقبل العلاقات المائية ومشروع سد النهضة، جانباً من أهم المسارات في العلاقات المستقبلية لدول وادي النيل الثلاث، نظراً إلى ما تشكله من ارتباط بالمستقبل السياسي والحضاري والبيئي والوضع الإقليمي لهذه الدول بصفة عامة.

رسمياً، أعلن مدير مكتب التنسيق الوطني للوقاية من الكوارث والأمن الغذائي الإثيوبي إيداهيس ياسين أن 32 ألف شخص نزحوا بسبب فيضان نهر أواش ليبلغ عدد النازحين 70 ألف مواطن شرق إثيوبيا، مضيفاً أن الإحصاءات الحقيقية للضحايا والمتأثرين لم تكتمل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.