هيئة الإذاعة البريطانية تكشف المستور بمدارس تحفيظ القرآن في السودان

إحدى مدارس تحفيظ القرآن في السودان \ العربي الجديد
0

كشف تحقيق استقصائي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن تعرض آلاف البية داخل مدارس تحفيظ القرآن في السودان إلى الضرب وسوء المعاملة.

وكشف التحقيق الذي أجرته (بي بي سي) بالتعاون مع شبكة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج)، عن وجود نحو 30.000 من هذه المدارس التي تعرف في المجتمع السوداني بـ”الخلوة”، والتي تعنى بتعليم الأطفال القراءة والكتابة وحفظ القرآن.

وأوضح التقرير عن وجود إساءات ممنهجة في العديد من تلك مدارس تحفيظ القرآن في السودان حيث يتعرض أطفال، لا تتجاوز أعمار بعضهم خمس سنوات، إلى التقييد بالسلاسل والضرب على يد الشيوخ، وهم رجال دين مسؤولون عن المدارس.

المدارس التي تقيد تلاميذها \ مصدر الصورة بي بي سي

وقال أحد الطلاب “أحياناً يقيدون ستة أو سبعة منا مع بعضنا البعض بالسلاسل ويجعلوننا نركض. وعندما نسقط يضربوننا بالسوط فننهض”.

وكشف التحقيق عن معاناة العديد من الأطفال من سوء التغذية إذ يعيشون في ظروف مزرية، فمنهم من أُجبر على النوم على الأرض في الحر الشديد، بينما ترك المرضى منهم دون علاج.

مشكلة سببها 30 عاماً

وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني نصرالدين مفرح إن الحكومة تقيم أوضاع الخلوات في عموم البلاد، مشيرا إلى أنه من المستحيل “حل مشكلة سببها 30 عاماً من النظام السابق بين عشية وضحاها”.

وتم تقييد طالبين بالغين في أسرتهم، زعماً بأنهم يعالجون من الإدمان وأمراض عقلية. وقال أحدهم “هم يقيدونك بالسلاسل ويضربونك بعصا كالحمار.. نحن عبيدهم”.

محمد نادر وإسماعيل صبيان في الرابعة عشرة من عمرهما، تعرضا لضرب مبرح في خلوتهما بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم، وسجنا وتعرضا للتعذيب والحرمان من الطعام والماء لخمسة أيام، ودُهنت جراحهما بالقار حتى أوشكا على الموت متأثرين بجراحهما.

ووجهت تهم بالاعتداء وعرقلة سير العدالة إلى الشيخ المسؤول عن المدرسة في ذلك الوقت وثلاثة معلمين آخرين، لكن أطلق سراحهم فيما بعد بكفالة.

كما توجود ادعاءات تفيد بوقوع اعتداءات جنسية في الخلوات. ويدعي محمد نادر بأنه شهد تعرض صبية للاغتصاب داخل المدرسة من قبل طلاب أكبر سناً.

وأقر الشيخ حسين، الذي كان مسؤولاً عن خلوة الأولاد في ذلك الوقت، بأنه من الخطأ حبس الأطفال، ولكنه ذكر بأن الضرب والتقييد بالسلاسل كان “مليئاً بالمنافع”. وأكد قائلا إن “معظم الخلوات تستخدم السلاسل، وليس أنا فقط”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.