واشنطن تعتمد السودان كنقطة انطلاق للجنود الأوكران والمحطة الجديدة الصومال

انتشرت في الأونة الأخيرة أنباء ومعلومات جديدة عن التواجد الاوكراني في السودان، وركزت الأنباء على قدرة القوات الأوكرانية في المساهمة بفك الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على سلاح المهندسين في مدينة أم درمان. والأن بدأت مرحلة جديدة من التواجد الأوكراني في المنطقة، حيث تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لاعتماد السودان كنقطة انطلاق بحيث تتحرك منها القوات الأوكرانية الى مناطق الصراع الأخرى لضمان تحقيق المصالح الأمريكية.

وبحسب بعض المصادر الخاصة، قامت واشنطن بالفعل بنقل دفعة من الجنود الأوكران التابعين للقوات الخاصة الى القواعد العسكرية في مقديشو عاصمة الصومال، ويتم الأن التحضير والتشاور مع الجهات المعنية لنقل دفعات جديدة بالتنسيق مع شركة الأمن الأمريكية الخاصة Bancroft Global Development، والتي تتواجد وتنشط في الصومال منذ أكثر من عقد من الزمن.

وتعرف Bancroft Global Development عن نفسها وتعبر عن نشاطاتها بأنها شركة غير حكومية متعددة الجنسيات وغير ربحية تنفذ مبادرات تحقيق الاستقرار في مناطق النزاع من خلال التعليم والتوجيه الشامل الذي يركز على المواطن، وتعمل كذلك على خلق الظروف التي تسمح للأفراد بتجاوز احتياجات البقاء الأساسية والمشاركة في إنشاء نظام مدني وسيادة القانون مناسبين ثقافيًا، ولكنها في حقيقة الأمر كغيرها من الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة الامريكية لتوسيع نفوذها وتحقيق مصالحها في مختلف المناطق حول العالم.

وعلى الرغم من مطالب نظام كييف المستمرة وتصريحات رئيسها فلوديمير زيلينسكي، بأن بلاده في حاجة ماسة للدعم الغربي سواء بالأموال والسلاح، ومن الأزمة الكبيرة التي تعاني منها البلاد والتي تتمثل بعدم وجود عدد كافي من الجنود المطلوبين للقتال ضد روسيا، فأن الجنود المدربين والقوات الخاصة يتم إرسالها الى دول أفريقيا المختلفة لكي تقاتل لحساب الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها بالمنطقة.

وبهذا الشأن خرجت بعض التصريحات الرسمية من مسؤولين أوكران تؤكد بشكل مباشر، كل المعلومات والتقارير التي تم تم تداولها في الأونة الأخيرة عن وجود مرتزقة أو قوات خاصة أوكرانية في أفريقيا وخاصة في السودان بأوامر من الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان أخر هذه التصريحات تعليق رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، على المعلومات والشائعات التي تم تداولها عن وجود قوات أوكرانية في السودان، حيث أكد أن أوكرانيا تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان بالفعل، وأن الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على “العدو الروسي” في كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض”، حسب قوله.

وكان النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو قد أشار كذلك في لقاء مع شبكة “CNN” الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، الى أن اوكرانيا مستعدة لمد يد العون لواشنطن للقتال في أي مكان وحماية مصالحها حول العالم، حيث قال: “في المستقبل، سيكون الأوكرانيون على استعداد لمحاربة إيران أو الصين أو كوريا الشمالية أيضاً، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، إذا لزم الأمر، لذلك، يجب على واشنطن الاستمرار في تقديم المساعدة لكييف”.

تحاول كييف بكل الطرق الممكنة أن تخدم الولايات المتحدة الامريكية وتنفيذ أوامرها أملًا باستمرار الدعم المادي والعسكري، والذي سيكون العامل الأبرز في مقدرة القوات الأوكرانية باستمرار القتال ضد روسيا في الحرب المستمرة للعام الثالث على التوالي، وتستخدم اوكرانيا حجة محاربة روسيا خارج حدودها كنوع من التغطية على الأدوار التي تلعبها لخدمة واشنطن مقابل هذا الدعم الكبير.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.