وجود حركات مسلحة بالخرطوم

بعض الاخبار عندما مطالعها يجب ان نقف عندها كثيراً، فهي تحمل الانذار بالقادم الذي يهدد امن واستقرار البلاد وسيقود الى عواقب لا تحمد عقباها.
هذا الخبر عندما طالعته رجعت بي الذكري الى ما كتبته عشرات المرات في ذات هذا المكان محذراً من تعدد الجيوش ووجود حركات المسلحة بجانب الجيش وان الجيش يجب ان يكون واحداً.
قبل ان نواصل نطالع الخبر الذي يقول: أصدرت المحكمة حكما بالسجن لعام في مواجهة (9) فردا يتبعون لإحدى الحركات المسلحة حسب ادعائهم من بينهم يحمل الجنسية الأميركية ادينوا بتدريب كتيبة قوامها (320) فردا بأقاصي مايو جنوب الخرطوم بصورة غير مشروعة وحمل بعضهم السلاح دون ترخيص وارتداء جزء منهم لزي القوات المسلحة دون تبعتيهم لها.
وأمر قاضي محكمة مكافحة الارهاب (2) بالخرطوم شمال، في قراره بمخاطبة إدارة الأجانب بالبلاد لابعاد المدان بجنسية أمريكية الي الولايات المتحدة الأمريكية بعد قضاء مدة عقوبته المحددة بعام على ذمة القضية.
وقررت المحكمة سجن المدانين في القضية لعام من تاريخ حبسهم منذ القبض عليهم منتصف سبتمبر العام الماضي.
فيما أدانت المحكمة المدانين ال(9) بالتدريب غير المشروع وحيازة السلاح دون ترخيص وارتداءهم زي القوات المسلحة وهم لايتبعون لها.
في وقت أصدرت فيه المحكمة حكما بتبرئة (4) متهمين على ذمة القضية لعدم وجود بينة تثبت ادانتهم فيها.
وبرأت فيه المحكمة ايضا المتهمين المبرأين من الاتهام والمدانين من تهمة اثارة الحرب ضد الدولة وذلك لعدم تقديم بينة من قبل الاتهام تثبت شن المتهمين اي هجوم على الدولة بالسلاح، او خلافه.
الجدير بالذكر ان المتهمين علي ذمة الدعوي الجنائية تم ضبطهم بواسطة قوات الاستخبارات العسكرية بعد ورود معلومات تفيد بانهم يقومون بتدريب كتيبة من الأفراد دون علم السلطات بذلك بميدان الريان اخر محطة بمايو جنوب الخرطوم.
لقد كتبنا كثيراً وقلنا ان القوة يجب ان تكون مملوكة للدولة واي تساهل او تراخ في هذا الامر سيؤدي الى عواقب وخيمة، والى ما لا يحمد عقباه، ولكن يبدو ان الدولة لا تهتم بذلك!
لقد طالبنا كثيراً باخلاء المدن، كل المدن، من الحركات المسلحة لان وجودها خطر على المواطن ويهدد امنه وسلامته، وسيؤدي الى ممارسات لا تمارسها القوات النظامية التي عرفت بانها تمارس عملها وفق قوانين محددة اولها(الضبط والربط) كما يقولون في العسكرية، وان الشرطة في خدمة الشعب، وان من اولى مهامها حفظ امن وسلامة المواطن، ولكن الذي يحدث الان وتكرر مرات ومرات من قوات غير نظامية وتتبع للحركات المسلحة يهدد الامن والسلامة ويمكن ان يقال عنه انه صورة من صور الفوضى تحدث في بلد تتعدد فيه الحركات المسلحة وتتواجد داخل المدن.
ان ما حدث اليوم حدث في الخرطوم ويشير الى انه ربما تكون هناك حالات في مدن اخرى، او مناطق من السودان يحدث فيها نفس السيناريو ولكن تلك الحالات لم نضبط.
ماذا نتوقع من وجود حركات مسلحة لا تتبع للقوات النظامية داخل المدن؟
يجب الانتباه! واخراج الحركات المسلحة خارج المدن حتى لا نبكي غداً على اللبن المسكوب.
والله من وراء القصد

دكتور عبداللطيف محمد سعيد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.