يديعوت أحرونوت: دور سري للسعودية ودول خليجية في أحداث الأردن
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الأحد 4 أبريل/نيسان 2021، إن مصادر في الأردن، وصفتها بـ”الرفيعة جداً”، تُقدّر أن المملكة العربية السعودية، وإحدى إمارات الخليج، شاركتا من وراء الكواليس فيما وصفتها الصحيفة بـ”محاولة انقلاب” في الأردن.
المصادر الأردنية التي تحدثت للصحيفة -ولم تُذكر أسماؤها- قالت إن الدليل على دور السعودية، قيام ملك الأردن عبدالله الثاني، بزيارة مفاجئة إلى المملكة الشهر الماضي، ولم يتم إعطاء تفاصيل عنها أو عن أهدافها.
أشارت مصادر الصحيفة أيضاً إلى أن الملك عبدالله، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا في الزيارة، وامتنع الجانبان عن الإدلاء ببيان مشترك.
بحسب “يديعوت أحرونوت” أيضاً، فإن المصادر الأردنية تُقدر أن “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأحد قادة الإمارات الخليجية، على ما يبدو أبوظبي، هما شريكان سريان في محاولة الانقلاب الفاشلة”.
في هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى باسم عوض الله، الذي كان وزيراً للمالية في الحكومة الأردنية، والذي تم توقيفه يوم أمس السبت، وقالت إنه معروف عن عوض الله أنه مساعد للملك عبدالله، ويمثل حلقة الوصل بين النظام الملكي السعودي والأردن.
كذلك يحظى عوض الله بعلاقة قوية مع القصر الملكي السعودي، ويعتبر مستشاراً للأمير محمد بن سلمان وصديقاً قديماً له.
حتى الساعة 9:30 بتوقيت غرينتش لم يصدر أي تعليق رسمي من الأردن، أو السعودية، أو الإمارات، حول ما قالته الصحيفة الإسرائيلية.
كانت السعودية قد بادرت على الفور بعد بدء انتشار أخبار الاعتقالات بالأردن، إلى تأكيد دعمها للملك عبدالله، ثم أصدرت بياناً ثانياً على لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أكد فيه وقوف المملكة إلى جانب عمّان.
كواليس الليلة الساخنة بالأردن
وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية أيضاً عن بعض كواليس ما جرى في الأردن، أمس السبت، وقالت إن عشرات السيارات توقفت أمام مبنى المخابرات الأردنية في منطقة دابوق بالعاصمة عمّان.
تم إنزال محتجزين كانت وجوههم مغطاة بملاءات سوداء حتى لا يمكن التعرف عليهم، وكانوا محاصرين من قِبل رجال الأمن، وبحسب الصحيفة فإن هؤلاء الموقوفين هم من “المشتبه بهم بالتعاون مع الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبدالله الثاني”.
تضيف الصحيفة أن قوة خاصة وصلت إلى الأمير حمزة، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً، لكنها تركته مع شقيقه الأمير هاشم، وأيضاً مع أخ غير شقيق آخر، وهو الأمير علي، في قصر العائلة في عمان.
ضابط كبير في الأجهزة الأمنية في عمان قال لـ”يديعوت أحرونوت” الليلة الماضية: “مثل هذا الشيء من هذا الحجم، بمشاركة كبار أعضاء العائلة المالكة لم يحدث لنا من قبل”.
كان القصر محاطاً بالحراس، ولم يُسمح بالدخول أو الخروج، كما ورد اسم مشتبه به آخر هو الأمير حسن بن زيد، وهو عم الملك عبدالله من الدرجة الثانية، ويعيش الأمير حسن في السعودية، ويحمل جواز سفر أردنياً، بالإضافة إلى جواز سفره السعودي.
قدّرت الصحيفة أن عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم من قبل السلطات الأردنية وصل إلى 25، وهم من المقربين من الأمير حمزة، الذي ظهر في مقطعي فيديو تحدث خلالهما باللغتين العربية والإنجليزية، وأكد فيهما أنه يخضع لإقامة جبرية، وأن السلطات قطعت وسائل الاتصال عنه، نافياً أن يكون شريكاً في أي مؤامرة.
كذلك أكد الأمير حمزة أنه تم اعتقال شخصيات مقربة منه، وقال إنه تم تجريده من الحراسة التي كانت مخصصة له ولأفراد عائلته، وهاجم في الوقت نفسه “نظام الحكم”، ووصفه بأنه “فاسد”، على حد تعبيره.
كانت وكالة رويترز، قالت صباح اليوم الأحد، إن قوى أمنية وصلت إلى منزل الأمير حمزة لفتح تحقيق معه، ونقلت عن مصادرها القول إن الملك عبدالله استاء من الأمير حمزة، لأن بعض الشخصيات المعارضة تجمعت حول الأمير.
الأمير حمزة هو نجل الملكة نور، الزوجة الرابعة للملك الراحل حسين، وقد تولى منصب ولي العهد قبل أن يُجرّد منه في العام 2004.
وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام أردنية، صباح الأحد، فإنه من المتوقع أن تُصدر السلطات الأردنية بياناً مفصلاً خلال هذا اليوم، تتحدث فيه عن حملة الاعتقالات التي شهدتها المملكة.