التوتر في عدن ..هل يهدد اتفاق الرياض؟
توترت الأجواء مجدداً في مدينة عدن،العاصمة المؤقتة للشرعية اليمنية ،وباقي مناطق جنوب اليمن ، مع بدء تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات .
أنتشار أمني كثيف
وذكر شهود عيان وسكان محليون ومصادر أمنية وعسكرية في عدن، أن عدن تشهد انتشاراً أمنياً وعسكرياً غير مسبوق مساء الجمعة.
فقد شوهدت في مدينة خور مكسر، الواقعة في قلب العاصمة عدن، نقاط عسكرية وكتائب راجلة تنتشر في أغلب شوارع وأزقة وأحياء المدينة، بما في ذلك الخط الساحلي، وصولاً إلى مطار عدن، وهي مدججة بالأسلحة والآليات العسكرية والمدرعات الإماراتية.
مصادر قالت أيضاً إن قوات عسكرية تابعة للإمارات اقتحمت مطار عدن ورفضت تسليم المطار إلى قوات جديدة تم تدريبها في السعودية بإشراف سعودي ضمن بنود اتفاق الرياض، في رفض واضح للخطوات السعودية في تنفيذ اتفاق الرياض، يتزامن هذا مع انتشار عسكري في مدن عدن الأخرى، لا سيما في المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد والبريقة والمعلا، والتواهي، مقر قيادة الانتقالي.
هذه التحركات تأتي بعد منع قياديين في الانتقالي كانوا في الإمارات من العودة إلى عدن بعد أن وصلوا إلى الأردن، وبينهم رئيس لجنة الانتقالي في الحوار ناصر الخبجي، وأعضاء اللجنة، فضلاً عن مدير أمن عدن المقال، شلال علي شايع، وهو ما ولّد ردة فعل لدى أنصار الانتقالي ونشطائه على هذه الخطوة، التي اتخذتها قيادة التحالف في عدن ضمن ما اعتبرته إجراءات تنفيذ اتفاق الرياض، لكن وكلاء الإمارات رفضوا تلك الإجراءات وشنوا هجوماً كبيراً على السعودية ودفعوا إلى التصعيد ضد السعودية في عدن وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
افشال اتفاق الرياض
وتشير مصادر وشهود عيان تحدثوا لـ“العربي الجديد” إلى أن التصعيد ليس فقط أمنياً وعسكرياً، بل هناك استهداف للمواطنين الذين ينحدرون من محافظات الشمال، ومنع للناس من الوصول إلى عدن، واحتجاز مئات السيارات والباصات في النقاط الواقعة تحت سيطرتهم والممتدة من عاصمة محافظة أبين مدينة زنجبار، مروراً بعدن ولحج وصولاً إلى الضالع وحدود تعز، بالتزامن مع الدفع بتعزيزات لهم إلى مدينة زنجبار في أبين، ونصب المتاريس وحفر الخنادق في محيط ومداخل عدن.
وقال مصدر في المنطقة العسكرية الرابعة، ومقرها عدن، لـ”العربي الجديد”، إن هناك محاولات لإفشال تنفيذ اتفاق الرياض في شقيه العسكري والأمني، وتحد واضح للتحالف، وخاصة السعودية، المسؤولة عن تنفيذ الاتفاق.
وأشار إلى أن بعض الأطراف المتوغلة داخل الانتقالي يتم استخدامها لمواجهة السعودية تحديداً، والغريب أن الأسلحة والمعدات الثقيلة الإماراتية هي التي يستخدمها الانتقالي ومليشياته لإفشال اتفاق الرياض، وتم رفض تسليمها لقيادة التحالف في عدن، وفق ما وقع عليه الجميع بتسليم السلاح الثقيل إلى معسكر تابع للتحالف.
وبرزت تساؤلات عن الدور الإماراتي فيما يحدث من توتر في عدن وباقي مناطق الجنوب، فقد أكد مسؤول في الحكومة اليمنية، تواصلت معه “العربي الحديد”، أن الوفد الذي مُنع في الأردن من العودة إلى عدن كان في الإمارات، ومعروف أن قيادات الانتقالي دائماً ما يتم نقلها من الإمارات إلى عدن مباشرة، متسائلاً: “فلماذا هذه المرة لم تنقلهم الطائرات التي خصصتها الإمارات لهم؟ كما أنها لم تبلغهم قرار منعهم من العودة إلى عدن، وهو ما يضع الإمارات في قفص الاتهام”.
وبحسب المصدر نفسه، فإن التوتر هذا “مخطط له مسبقاً، وما موضوع تحريك الوفد إلى الأردن ثم إبلاغه بقرار المنع هناك، إلا حجة لمواجهة بنود اتفاق الرياض الذي بات يشكل ضغطاً على وكلاء الإمارات”.