مناوي في دارفور.. متاريس وتحديات

0

24 ساعة فقط تبقت لتعيشها ولايات دارفور الخمس تحت مظلة الحكم الاتحادي، وبعدها ستتحول دارفور إلى إقليم واحد يديره حاكم دارفور مني أركو مناوي الذي يتم تنصيبه صباح غد الثلاثاء في ميدان الحرية بالفاشر التي ستكون عاصمة للإقليم كله لاحقاً..

ورغم أن مجلس الوزراء اعتمد في وقت سابق قانوناً يحول دارفور إلى إقليم، إلا أن رحلة مناوي لن تكون مفروشة بالوردود، فعملية التحول ستصحبها العديد من التعقيدات السياسية والإثنية والجهوية كونها ستكون تجرية جديدة تنفذ بأمر اتفاق سلام جوبا في جزء من البلاد، بينما يظل نظام الحكم الاتحادي قائمًا في الولايات الأخرى

استعدادات

على الأرض اكتملت الاستعدادات لاستقبال الحاكم رغم المطبات ووتباين الآراء بين القبول والرفض، لكن فرص نجاح مناوي لحكم الإقليم ربما بدت كثيرة وتصب في المصلحة، إذ يرى خبراء سياسيون أن فرص مناوي للنجاح مرهونة بان يكون واعياً للتقاطعات والخلافات التي تمر بها دارفور عامة  في ظل الوضع المتأزم، مشيرين إلى الصراعات التي تقع بين الحين والآخر، خاصة وأنها في غالبها صراعات مفتعلة تتطلب الانتباه وأن يقف مناوي على مسافة واحدة من الجميع..

تهيئة الملعب

كثيرون شددوا على ضرورة التغلب على التحديات الأمنية والاجتماعية والسياسية، مؤكدين أن مني أركو مناوي ستكون أمامه مهمة لتهيئة الملعب لمباشرة مهامه، ولفتوا إلى أن البداية كانت بإجازة قانون نظام حكم إقليم دارفور من مجلس الوزراء، غير أن الأمر يتطلب أيضاً أن يجاز القانون من قبل اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء كونهما يمثلان الهيئة التشريعية المؤقتة بموجب نصوص الوثيقة الدستورية، ولفتوا إلى أن مناوي سيكون مخالفاً للقانون والدستور حال تسلم مهامه كحاكم على إقليم دارفور، دون إجازة القانون، لكن مصدراً مطلعًا من داخل مجلس السيادة ــ فضل حجب اسمه ــ أكد إن المجلسين سيجتمعان قبل سفر مناوي ويجيزان القانون ليمكنا مني أركو مناوي من مباشرة مهامه.

تحديات

ولم يكن الوضع القانوني هو التحدي الوحيد الذي يواجه رحلة مناوي، إذ أن صراع انفجر الجمعة في منطة كولقي جنوب غرب الفاشر أعقبته اشتباكات مسلحة راح ضحيتها أكثر من (13) شخصا ما بين قتيل وجريح، بسبب أعمال عنف بين مسلحين وقوة من حركة تجمع قوى تحرير السودان التي تبادلت مع مكونات عربية الاتهامات حول البدء بإطلاق النار، ربما مثل تحديًا كبيراً لمناوي، فعلاوة على أنه أحد الصراعات المنوط به إنهاءها، فقد جاءت الاشتباكات بمشاركة جزء من قوات إحدى الحركات الموقعة على الاتفاق الذي بموجبه يتم تنصيب مناوي حاكمًا.

ورغم أن تجمع قوى تحرير السودان التي يتزعمها عضو مجلس السيادة “الطاهر حجر”، قالت إن كميناً نُصب لقوة عسكرية من أفرادها تعمل ضمن القوات المشتركة على تأمين وحماية الموسم الزراعي، أثناء ذهابها إلى مقر ارتكاز القوات المشتركة، قرب منطقة قلاب، لكن تنسيقية القبائل العربية قالت إن قوات تجمع قوى تحرير السودان هاجمت المنطقة “انتقاماً لأهلهم الذين اختلفوا مع أهالي “كولقي” في كيفية الزراعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.