أزمة ابيي.. قضية قديمة تتجدد..؟

0

قضية أبيي؛ واحدة من إفرازات نيفاشا، وأصبحت من القضايا المعلقة بين دولتي السودان وجنوب السودان، وهي بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر وتزيد من وطأة أزمة الدولتين، يبدو أن الأوضاع الأمنية داخل ابيي مقلقة، وكثيرة التفلتات؛ مما دعا دولة الجنوب زيادة قوات اليونسفا هناك، كما أن انشغال الدولتين بقضاياهما الداخلية أغفل قضية ابيي عن مشهد المفاوضات؛ والاهتمام بقضايا المكونات السكانية هنالك، وترى بعض مكونات مجتمع ابيي لابد من تغيير قوات اليونسفا، بهجين وأن لا تكون قاصرة على القوات الإثيوبية فقط لقلة الخبرة؛ بالإضافة إلى توتر الأوضاع على الحدود بين السودان وإثيوبيا.
طالبت اللجنة التي شكلها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت؛ لبدء حوار مع الحكومة السودانية بشأن النهائي لإدارية ابيي من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة زيادة قوات اليونسفا في المنطقة لتحسين الأمن، وجاءت هذه الدعوة خلال اجتماع اللجنة مع وفد مجلس الأمن الدولي الزائر في جوبا في منتصف شهر يوليو الماضي؛ لتقييم جهود البلدين – السودان ودولة جنوب السودان – في حل النزاع حول قضية ابيي .
وقال المتحدث باسم اللجنة دينق بيونق؛ لوسائل الإعلام بعد الاجتماع؛ إنهم اقترحوا زيادة قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي يونيسفا؛ لتحسين الأمن وردع الأعمال الإجرامية وتابع: إذا تم الحفاظ على حجم القوات أو زيادته فسيكون ذلك مفيداً للردع، لأن الردع هو أيضاً وسيلة للدفاع عن السكان المدنيين في المنطقة إذا كان يخطط للهجوم، ورأي إن هنالك قوة هائلة على الأرض لا يفكر أحد في الهجوم .
سياسة الأمر الواقع القيادي من ابناء ابيي، جون زكريا اتيم، ابن السلطان زكريا؛ أكد أن الأوضاع الأمنية داخل مدينة ابيي مستقرة إلى حد ما، مشيراً إلى أنه توجد تفلتات خارج المدينة وخاصة سوق النعام الذي يمثل شريان الحياة في المنطقة شمالا وجنوبا، وهو أصبح مصدر رزق لكل القبائل الموجودة في المنطقة – مسيرية ودينكا وحتى الجنونييين والسودانيين الآخرين؛ وكل المكونات داخل إدارية أبيي. وأشار إلى أن ضعاف النفوس الذين لا يريدون الاستقرار والسلام دائما تجدهم يجتهدون لضرب السلام والتعايش السلمي؛ لذلك نجد هنالك فتن يتضرر منها السوق، وأصبح هذا واقعاً مستمراً في المنطقة .
ويقول القيادي جون زكريا في حديثه لـ(سوق عكاظ) إن حكومة دولة جنوب السودان فرضت سياسة الأمر الواقع في المنطقة بإقامة إدارة داخل ابيي من جانبها؛ لذا نتجت عن هذه التفلتات والخوف أن تذهب إلى أكثر من ذلك، وأعتقد أن سلفاكير حفاظاً على الوضع؛ طالب المجتمع الدولي بزيادة القوات الأممية التي تتكون من القوات الإثيوبية، مؤكداً أنه قد يكون عامل الخبرة لهذه القوات لم يؤهلها للحفاظ على الأمن بالرغم من وجودها لم تتوقف التفلتات والعدائيات حيث يرى زكريا أن زيادة هذه القوات ليست بالحل، الحل يكمن في أن ينظر المكونان – المسيرية ودينكا نقوق – إلى مصلحتهم، متسائلا إلى متى يستمر هذا الأمر؟ وهل القوات الأممية ستكون مدى الحياة ام ماذا؟! لافتاً إلى أن إجابة ابناء ابيي على هذه الأسئلة تأتي الحلول لحسم كثير من القضايا والتفلتات الأمنية . حتى تنتهي هذه التفلتات ويعم الأمن والسلام؛ على أي مجتمع من المكونات تسليم أي مجرم ارتكب خطأ إلى السلطات والقانون يعاقب المجرم على فعلته، خلاف ذلك يمكن أن تتأزم الأمور أكثر .

دعوة حق أريد بها باطل

بالمقابل تحدث لصحيفة (سوق عكاظ) الأستاذ امبدي يحيى كباشي؛ السكرتير التنفيذي للإدارة المشتركة لمنطقة أبيي؛ حيث قال في مايخص دعوة دول جنوب السودان بزيادة القوات الأممية لمنطقة أبيي؛ حيث يرى أن هذا الطلب هو دعوة حق أريد بها باطل، من قبل دولة جنوب السودان وللعلم إن جنوب السودان ظل رافضاً تنفيذ الترتيبات الإدارية والأمنية منذ اتفاقية عام 2011م لافتاً إلى أن القوات الأممية هي جزء من هذه الاتفاقية التي أقرت نشر القوات المسلحة وقوات الجيش الشعبي خارج أبيي؛ التي استعيض عنها بقوات أممية سميت بـ(يونسفا)على أساس تحل مكان القوات المسلحة والجيش الشعبي؛ كما أقرت لجنة إشرافية مشتركة ثم تكوين الإدارة المشتركة التى تضم الجهاز التنفيذي المشترك والمجلس التشريعي والشرطة المشتركة، لافتاً إلى أنه تم تنفيذ سحب القوات المسلحة و دخول القوات الأممية، وتم تكوين اللجنة الإشرافية المشتركة وحين بدء التكوين في بقيت المؤسسات، دولة الجنوب تماطلت ورفضت حضور الاجتماعات، وكونت من طرفها إدارة لوحدها هذا ما يخالف الاتفاقية وكل قرارات مجلس الأمن .
تناقض مع الاتفاقية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.