3 سنوات على ثورة السودان.. اتجاه صحيح أم مفترق طرق؟
حراك سوداني لا يتوقف منذ الإطاحة بنظام الإخوان من السلطة، وزخم يحكم المشهد بعد مرور ثلاث سنوات على ثورة 19 ديسمبر/كانون الأول 2018.ومع حلول الذكرى الثالثة لاندلاع شرارة ثورة 19 ديسمبر/كانون الأول، الذي يصادف اليوم الأحد، يخرج السودانيون مجددا في مظاهرات هدفها الرئيس “المسار الديمقراطي” وسط تطورات عاصفة يشهدها الملعب السياسي.ففي 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، انطلقت ثورة عارمة ضد نظام الإخوان في مدينة عطبرة شمالي السودان، قبل أن تتمدد سريعاً إلى أنحاء البلاد الأخرى وتفلح في عزل رأس التنظيم الإرهابي عمر البشير بعد أن انحاز لها الجيش في 11 أبريل/نيسان 2019.
ثلاث سنوات من الاحتجاجات سعت لتحقيق شعارات ثورة ديسمبر/كانون الأول المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة، ما دفع سودانيون للمضي قدماً في الضغط وصولاً لهذه الأهداف.ويستعد السودانيون لحراك جديد في ذكرى الثورة بعد أن جرى الإعلان عن مواكب سلمية تتجه نحو القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم اعتراضاً على التطورات التي شهدتها البلاد مؤخراً والتي بينها الاتفاق السياسي المبرم بين رئيسيي مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان والوزراء عبدالله حمدوك.ويشير مراقبون إلى أن السودان عاد إلى نقطة صفرية بعد أن حقق تقدماً كبيراً خلال العامين الماضيين على المستوى السياسي والاقتصادي والعدلي.
وتمكن السودان من كسر عزلة 3 عقود كانت مفروضة عليه بسبب سياسات تنظيم الإخوان الإرهابي، وأعاد علاقاته مع المجتمع الدولي.هذه السنوات الثلاث التي مرت بعد الثورة توجها السودان بالخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومكاسب اقتصادية تمثلت في إعفاء جزء من الديون الخارجية والحصول على التمويل من المؤسسات التنموية الدولية، قبل أن تتوقف هذه المساعدات بسبب قرارات إقالة الحكومة وفرض الطوارئ وتجميد العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية.تحركات الجيش السوداني التي بررها بتدهور الأوضاع في البلاد نتيجة خلافات حادة بين القوى السياسية، يعتقد البعض أنها أعادت البلاد لمربع الانتفاضة الأول، بينما يعتبرها آخرون خطوة مهمة لتصحيح مسار الثورة وإكمال عملية الانتقال خاصة أنها أبقت على الوثيقة الدستورية.مفترق طرق
يقول المحلل السياسي السوداني وليد النور إن البلاد تمر حاليا بمفترق طرق إن لم يكن على حافة الهاوية نظراً للتعقيدات الكبيرة في المشهد السياسي والتي يصعب التكهن بمآلاتها.وقال النور في حديثه لـ”العين الإخبارية” إن الأخطاء المشتركة للقوى السياسية وخلافاتها خلال العامين الماضيين هي من قادت إلى هذه التعقيدات في مسار العملية الانتقالية.وأشار إلى أن “عدم قيام المجلس التشريعي أسهم في تنامي الخلاف بين العسكريين والمدنيين، فإذا كان موجوداً كان سيحسم الجدل في كثير من القضايا وستمضي الفترة الانتقالية إلى نهاياتها”.ويعتقد وليد أن تحالف الحرية والتغيير ارتكب أخطاء بينها عدم الاهتمام بالولايات والبعد عن لجان المقاومة والتفريط في ملف السلام، وجميعها أمور ساعدت على تفتته.الاتجاه الصحيحعلى النقيض، يعتقد المحلل السياسي أحمد حمدان أن السودان يمضي في الاتجاه الصحيح لاستكمال مهام الثورة وتحقيق شعاراتها المتمثلة في الحرية والتغيير، ولم يواجه مستقبلاً مظلماً كما يجري الترويج له.
وقال حمدان في حديثه لـ”العين الإخبارية” إن السودانيين فشلوا على مدار 60 عاماً في بناء دولة المؤسسات والاستقرار في منظومة الحكم، وهم الآن يعتقدون أنهم أمام فرصة تاريخية لقيام الدولة التي يحلمون بها ومصممون على هذا الهدف من واقع استمرار الحراك الثوري.وأضاف: “الشعب السوداني يتمتع بقدر كافٍ من الوعي السياسي، وهو الآن يمتلك زمام المبادرة ويستمر في حراكه بعزيمة وإصرار لبناء دولة المؤسسات وتحقيق شعارات الثورة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة”.العين-مرتضى كوكو