تتخذ الحرب أشكالا عديدة، إلا أن “الحرب البيولوجية”، هي بالقطع أبشعها على الإطلاق، وخلال الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا، اتخذت الأحداث منحنى خطيرًا ؛ بعدما اتهمت وزارة الدفاع الروسية، الولايات المتحدة بإقامة (30) مختبرا بيولوجيا في أوكرانيا، تنتج فيروسات تسبب أمراضا خطيرة،
كما كشفت الوزارة القبض على طيور مرقمة، تم إطلاقها من تلك المختبرات البيولوجية في أوكرانيا لافتة إلى الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا،هو إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة.ووفقا للوثائق ، التي نشرتها الاستخبارات الروسية، فإن عشرات المعامل البيولوجية في أوكرانيا ، تشغل بأوامر من وزارة الدفاع الأمريكية. وقد خصصت الولايات المتحدة أكثر من 200 مليون دولار لتمويل هذه الأنشطة المختبرية. وشارك العديد من مقاولي البنتاغون(وزارة الدفاع) في بناء المعامل ذات الصلة. ومنذ عام 2021، استثمر الجيش الأمريكي(11.8) مليون دولار لإجراء دراسة عن الأمراض المعدية في الجيش الأوكراني، وجمع عينات من سلالات الأمراض المعدية المختلفة بالإضافة إلى عينات بيولوجية من 4000 جندي أوكراني، وتم شحنها إلى معهد «والتر ريد» للبحوث التابع للقوات الامريكية.
كما شهد عام 2019 نشاطا مكثفا بحسب الاتهامات الروسية من جانب الولايات المتحدة في مجال المعامل البيولوجية، حيث أقامت واشنطن مختبرين في مدينتي (كييف و أوديسا)، وهما المدينتان اللتان بادرت روسيا بقصفهما مع بداية عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بالإضافة إلى مختبرات أمريكية أخرى في مدن وضواحي “فينيتسا، ولفيف، وخيرسون، وتيرنوبيل”، ومناطق أخرى محاذية لحدود شبه جزيرة القرم.
ومع إشارة إحدى الوثائق التي نشرت بأن المعامل البيولوجية الأمريكية لا تنتشر في أوكرانيا ، فحسب، ولا تهدد روسيا وحدها، بل إن هناك نحو مائتي معمل أمريكي في 25 دولة حول العالم ، يتركز أغلبها قرب (روسيا والصين وإيران).
دخلت دولا مثل الصين على خط الأزمة مؤكدة أن أمريكا تسيطر على 336 معملا بيولوجيا في 30 دولة حول العالم. وطالبت الخارجية الصينية الولايات المتحدة ، توضيح أنشطتها العسكرية والبيولوجية في الخارج بشكل كامل، بما في ذلك على الأراضي الأوكرانية.
وأكدت مصادر، “نقلا” عن وسائل إعلام تابعة لكوريا الجنوبية ، أنه في عام 2020، أنشأ الجيش الأمريكي المتمركز في كوريا الجنوبية ، أربعة مختبرات للأسلحة الكيميائية الحيوية من عصيات الجمرة الخبيثة فى كوريا الجنوبية، وأجرى العديد من اختبارات عصيات الجمرة الخبيثة. وأنه في العام الماضي، رفعت جمعية شعبية فى كوريا الجنوبية ، دعاوى قضائية ضد مختبر الكيمياء الحيوية التابع للجيش الأمريكي في كوريا الجنوبية وفورت ديتريك، مطالبين المحكمة بالتحقيق حول نقل الجيش الأمريكي المتمركز في كوريا الجنوبية بشكل متكرر مواد شديدة السمية والضارة إلى كوريا الجنوبية بين عامى 2017 و2019.كما نوهت إلى خلق المعامل البيولوجية الأمريكية ، الكثير من المشاكل حتى على الأراضى الأمريكية نفسها، وان مختبر “فورت ديتريك” أحد الأمثلة على ذلك، حيث لدى الأخير سجل تاريخي أسود لا حصر له، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوحدة 731 اليابانية التي غزت الصين، وقد كانت القاعدة الرئيسية لبرنامج التحكم بالعقل «إم كيه ألترا»، البرنامج غير القانوني للتجارب على البشر التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
