كفوا الأيادي عن بلادنا ..

0

حساسية الشعب السوداني تجاه العمالة والعملاء والجواسيس لهي حساسية فائقة وتبلغ من الكراهية مبلغاً كبيراً، ولقد ظل شعبنا عبر تاريخه المكتوب وغير المكتوب يقدس السيادة الوطنية ويرفع من قدر كرامة الأمة السودانية ونرى كيف أن تاريخنا المعاصر قد سوّدت صحائفه قصص المقاومة للمستعمر وحرق الغزاة والفاتحين لبلادنا، فما كنا من الشعوب التي ترضى بالخنوع والذل والمهانة، وعرفت المعارك بسالة المقاتل السوداني وجلده وصبره عند المكاره واذا حمي الوطيس وإشتد الوغى وبلغت القلوب الحناجر، ثم خلف أولئك خلفٌ أضاعوا البلادوأذلوا العباد وعرضوا أرضنا وشعبنا في سوق النخاسة السياسي ولم ترمش لهم عين ولا عرفوا وخز ضمير، وبكل صلف وجدنا الشأن السوداني مادة دسمة في موائد الدول الكبرى والأخرى، ونحن نقرأ أسباب الأمس لغزو السودان والتي كانت مجمل مطامع الدول الكبرى في بلادنا تتمثل في المال والرجال أو قل الذهب والعبيد، ونفس الأسباب قائمة اليوم، مع متغيرات طفيفة فمن جاؤوا غزاة بالأمس كانوا من أصحاب البشرة البيضاء، وغزاة اليوم هم من أسلاخنا بذات السحنة ونفس البشرة إلا من قلة يمثلون كبار موظفي المنظمة الأممية.

كما أكدت مبادرة “سودانيون من اجل السيادة الوطنية، رفضها التدخل الأجنبي في الشأن السوداني في إطار جهود تجاوز الأزمة السياسية الحالية. وقال دكتور هباني الهادي عضو اللجنة التنسيقية العليا لمبادرة” سودانيون من أجل السيادة الوطنية “في مؤتمر صحفي، عقد السبت ندين بشدة كل دعوة للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي مهما كان مصدرهاويرى أن  ما يحدث في السودان شان سوداني صرف ،رافضاً أي “إملاءات خارجية على الشعب السوداني صاحب السيادة”، مشيراً إلى رفض الضغوط الأجنبية وإطلاق الوصفات والتعليمات على الدولة والشعب السوداني. وانتقد هباني الأطراف التي تتطلع للتدخل الخارجي والاستقواء به من أجل إعادتها إلى سدة الحكم، أو فرض حلول لا تخدم مصلحة الشعب، قائلاً إنها فقدت علاقتها بالوطن والشعب وعجزت عن تقديم المبادرات الوطنية وصارت مجرد أدوات لقوى خارجية لا يهمها غير مصالحها في السلطة على حد قوله. وأضاف : أن “كل حقائق التاريخ قد بينت أكثر من مرة أن الاستقواء بالأجنبي والسماح له بالتدخل في القرار الوطني مهما كانت درجة خلافنا مع الحاكم يؤدي إلى كوارث ومصائب تنتهي بالاقتتال وانهيار الدولة ومؤسساتها”، داعياً كل القوى الوطنية والشبابية إلى “الوقوف ضد كل محاولات الاختراق والتدخل في الشأن الوطني”.
ومن جانبه أكد الدكتور عثمان البشير الكباشي عضو التنسيقية العليا لمبادرة “سودانيون من أجل السيادة الوطنية”ان المبادرة لاتمثل أي حزب أو جماعة أو تيار، انما هي دعوة لكل مواطن سوداني، للبحث عن الحل الوطني للسيادة الوطنية. واشار الكباشي إلى ان المخابرات الاجنبية تعبث بكل التكتلات السياسية، وتوجه دون حياة، وشدد على أن الشأن السوداني هو شأن داخلي “يحسم بين السودانيين، وكل تدخل خارجي إنما هو إضرار بمصالح السودان وتأجيج للصراع داخله”. واعتبر أن الوضع السياسي بالسودان بكل ما يتضمنه من خلافات وصراعات يبقى شأنا داخلياً تشارك فيه مكونات المجتمع المدني والسياسي وسائر المواطنين، مشيرأ الى أن مبادرة “فولكر ” غير شاملة وفيها تجاوز لبعض القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني،موكداً رفضهم التدخل في الشأن الوطني بدعوى الدفاع عن الديمقراطية ، مستنكراً ما أسماه “الحج الى فولكر” والاستقواء بجهات معروفة تاريخيا بتدخلاتها السافرة في شؤون الشعوب والسعي الى فرض سياسات ومواقف تتعارض مع مبادئ السيادة الوطنية.
قادة المبادرة أعلنوا عن مليونية يوم السادس والعشرين من يناير الجاري اليوم الذي يصادف ذكرى تحرير الخرطوم من المستعمر وقال الدكتور إبراهيم المرضى استاذ التاريخ ان ذكرى تحرير الخرطوم لها مدلولات كبيرة لدى الشعب السوداني وتحمل رمزية التحرر وذلك حينما دخلها الأنصار وقتلوا الحاكم العام غردون وقال يجب أن نتذكر تاريخ الأجداد في النضال ضد المستعمرين وأن لا نسمح لهم بالعودة من جديد عبر اي نافذة يتسلون منها مثل الوساطات والمبادرات وقال نرفض التدخل الاجنبي وندعو لوطن في هذه الذكرى العظيمة. وفي السياق قال الدكتور الطاهر محمد صالح أن الاعلان عن مليونية دعم السيادة يعني ان هنالك شارعاً اخر ستكون له كلمته واشار الى المطالبة بابعاد فولكر والبعثة الأممية خطوة وطنية وأكد أنه لداعم للمبادرة حسب ما أعلن طيف واسع من الشعب السوداني ممثل في الإدارة الأهلية والتيارات المختلفة وتركز المبادرة على سيادة القرار الوطني وترفض الوصاية الغربية وهذا مايجب أن يكون عليه كل وطني غيور وحادب على مصلحته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.