نقابة المحاميين السودانيين هي واحدة من النقابات المهمة، التي لعبت أدواراً وطنية في التاريخ السياسي و مراحل الإنتقال التي مرت بها البلاد من قبل، وقد تعرضت النقابة للتسيس و التوجيه الممنهج في ظل النظام البائد و حكومة الفترة الإنتقالية بقيادة (قحت) الأمر الذي أثر على مهنيتها ودورها الريادي الوطني المحايد ورسالتها السامية في المحافظة على الحقوق والدفاع عن الحريات وسياده حكم القانون، فضعف دورها واصبحت مطيه لتنفيذ اجندة حزبية ضيقة اقعدتها عن أداء الدور المنوط بها
على الرغم من ان النقابة التسيرية القائمة الان لا تمثل كل القطاعات المختلفة والمشارب المتعددة للمحامين، ورغم تقصيرها في حمايتهم ضد الكثير من الإجراءات التعسفية التي تمت في مواجهتم ،الا أن قيامها بورشة الحوار حول الإطار الدستوري للفترة الإنتقالية بمحاورها المهمة التي شملت قضية الحريات الاساسية والسلام والعدالة والاجهزه العدلية والانتخابات والتحول الديمقراطي وغيرها، يعتبر ما قامت به عملاً نوعياً في إطار الإسهام في حل المشكل الوطني المتمثل في مسألة الدستور الإنتقالي وكيفية إعداده بالحوار والتوافق بين القوي السياسية المختلفة، خطوة تستحق الإشادة والتقدير
في هذا الإطار فإننا نستنكر بأشد العبارات ونندد بالسلوك البربري المتمثل في قيام مجموعة من المحامين من عناصر النظام البائد بمعاونة آخرين من خارج المهنة بالاعتداء الغاشم على فعاليات اليوم الختامي للورشة، نؤكد على أن هذا السلوك لا يليق بمهنة المحاماه وشرف رجال القانون وحملة ألوية العدالة بل يسئ إلى تاريخ مهنة المحاماة وسجلها الناصع في خدمة القانون وتحقيق العدالة وإحترام الرأي.
المؤتمر الشعبي يؤكد على أنه لا سبيل إلى تحقيق التحول الديمقراطي السليم و الكامل وإقامة دولة المواطنة والحقوق المتساوية، ومعالجة أزمات الوطن المتجزرة الا بالحوار والتوافق على مشروع دستور قادم يعبر عن اراده الشعب ويعلي من قيمة إحترام الرأي والرأي الآخر وسيادة حكم القانون ومساواة الكافة أمام أحكامه ومبادئه التي استقرت وتضمنتها المواثيق الإقليمية والدولية، ونحن إذ ندين هذا السلوك ندعوا كافة المحاميين المخلصين للحوار الهادف من أجل وضع لبنة تاسيسية لنقابة حره مستقلة تتجاوز أخطاء الماضي وترسم مستقبل واعد لبلادنا وتشارك في قيادته نحو التوافق والوحدة وإشاعة الحريات وارساء دعائم السلام والانتقال إلى حكم شوري ديمقراطي بالانتخاب من أجل وطن يسع الجميع
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.