من يطلق الرصاص ياقحت

أكثر من سبعين شهيداً سقطوا منذ إعلان الخامس والعشرون من اكتوبر الماضي ولم يتم الوصول إلي القاتل الحقيقي حتي الآن .
وبعد كل ماحدث مازالت الدعوة إلي مليونيات جديدة تملأ صفحات التواصل الإجتماعي وكأن من يقف وراء تلك الأحداث يتلذذ بمعاناتنا وآلامنا ويطلب المزيد من الضحايا لتحقيق أجندته الخاصة .
لماذا لا نتوقف قليلاً و نلتقط أنفاسنا ولا ننجرف وراء معارك وهمية يصنعها لنا أشخاص ينتمون إلي أحزاب معينة هدفها الوصول إلي السلطة بأي ثمن و يريدون عرقلة التحول السلمي للسلطة وتسليمها إلي حكومة منتخبة .

أصدقائي الثوار أعلم أنكم تعانون كثيراً وأنتم تنطلقون إلي الشوارع في كل مرة وتستنشقون أطناناً من البمبان و تتعرضون للضرب والإهانة من القوات النظامية ، وتواجهون خطر الإصابة بالرصاص ويسقط البعض منكم بعد إصابته بطلق ناري في الرأس أو الصدر وتحملونه علي أكتافكم لتنقذوه فيلفظ أنفاسه الأخيرة بين أيديكم فتمتلئ نفوسكم بالحسرة و الألم وتصمموا علي أخذ الثأر فيوهموكم أن العدو هو الجيش ولا أحد سواه فتقوموا بإهانة الجيش والتعدي عليه فيقوم هو بالرد عليكم ويسقط الجرحي والمصابون من كلا الطرفين و تمتلئ الصفحات بصور الشهداء وتتساقط الدموع حسرة علي هذه الأرواح الطاهرة التي فقدناها وهي في كامل لياقتها وعنفوان شبابها .
انا لا ألومكم أصدقائي فما تفعلونه هو شعور طبيعي ورد فعل لما تواجهونه من قمع و عنف لا مثيل له فأنا قد إلتقيت ببعضكم و تناقشت معهم وتحدثت مع قادة لجان مقاومتكم وتوصلت إلي أن هناك مخطط أكبر منا جميعاً تقوده مخابرات عالمية و عربية وتشارك فيه حركات مسلحة وأحزاب دموية لا تريد منكم سوي أن تكونوا وقوداً في معركتها ليصلوا إلي غاياتهم وينفذوا أجندتهم و مخططاتهم الخبيثة .
فأنتم أصدقائي قد سمعتم البعض منهم ينادي بإراقة المزيد من الدماء ويقولوا بأن النظام السابق لم يسقط بالبالونات بل سقط بالدماء وهذه شهادة منهم بأنهم كانوا وراء الإصابات التي حدثت في السابق وقد شاهدنا الفيديو الذي يظهر فيه الشهيد ( عباس فرح ) المعروف بشهيد الترس وهو يترنح بعد أن قام أحدهم بتسديد طعنة قاتلة إخترقت جسده الطاهر فسقط علي الترس شهيداً بإذن الله وتم تصويره والمتاجرة بصورته فترة طويلة حتي ظهرت الحقيقة مؤخراً .
ورأيتم أن البعض منهم قد وقّع علي فض الإعتصام وترككم تواجهون الموت وحدكم وقفزوا إلي كراسي السلطة ولم يتذكروكم وأوهموكم بلجان تحقيق لا نعرف متي ينتهي عملها وقاموا بطرد الجرحي والمصابين وأغلقوا الأبواب في وجوههم ولم يستمعوا إلي آهاتهم و شكاويهم .
حان الآوان يا أصدقائي أن توقفوا هذا العبث و تجلسوا مع أنفسكم و تتناقشوا مع بعضكم البعض وتقوموا بإختيار من يمثلكم ، وتطالبوا بالتحقيق الجاد والفوري في الإصابات التي حدثت في التظاهرات الأخيرة و في مجزرة فض الإعتصام وليعلم الطغاة الجدد أن ثورتنا هذه هي ثورة شعب أراد الحياة ولا بد أن ينتصر .

عبير

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.