(سودانية24) و(الجريدة).. لماذا تحولتا إلى ناطق رسمي بإسم (قحت)؟

تدولت الميديا بشكلٍ لافت اللقاءات التي أجرتها وكالات الأنباء العالمية مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وقدمت هذه المؤسسات العريقة(الاسوشيدت برس، اسكاي نيوز، رويترز) درساً مهماً في وجوب حياد وموضوعية المؤسسة الإعلامية، وأهمية الفصل بين الموقف السياسي للإعلامي ووظيفته.
ليت مراسلي المحطات الإعلامية الأجنبية في الخرطوم يعتبرون به. عدم الخلط بين المهنة والموقف السياسي. مهم أن يتجنب الإعلامي استثمار موقعه في مؤسسة إعلامية للنضال وتحقيق أهداف خاصة على حساب سمعة المؤسسة ومهنيتها ومثال ذلك ما يكتبه مراسل صحيفة (الشرق الأوسط) في الخرطوم من تقارير هي عبارة عن “بيانات سياسية” على حد تعبير أحد مدوني الفيسبوك.

في نيويورك طالب البرهان أجهزة الإعلام العالمية ب”توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانسياق وراء الشائعات، ويشير إلى أن كثيرا مما تتناقله عن السودان يفتقر لذلك، ويطالبها بأخذ الأخبار من مصادرها الحقيقية.” هذا عن أجهزة الإعلام العالمية فماذا عن أجهزة الإعلام المحلية؟

لاحظ كثير من خبراء الإعلام أن صحيفة(الجريدة) تحولت بالكامل إلى لسان حال (قحت) المجلس المركزي لا تنشر إلا ما يتوافق مع خط قحت السياسي رغم أن ترويسة الصحيفة تقول أنها صحيفة مستقلة ولكنها تخدع القارئ ولا تحترمه حين تتناول القضايا السياسية بإنحياز واضح يطعن في مصداقيتها وفي دورها الإعلامي المستقل كما ينبغي.

وينطبق ذات الوصف على قناة سودانية٢٤ والتي أُطلق عليها، بعض الكتاب، لقب (قحاتية٢٤) لأنها تحولت بالكامل إلى ناطق رسمي بإسم (قحت) أيضاً. القناة التي تفتقر إلى الحياد والموضوعية وتتحايل ببعض البرامج الحوارية لإدعاء الاستقلالية ولكن لا يخفى على أي متابع أن مجمل تغطيتها الإعلامية منحازة بشكل فاضح ومؤسف لوجهة نظر معينة.

غسيل أحوال..
إن سعى بعض الإعلاميين لتنظيف ملفات تعاونهم القديم مع نظام الإنقاذ البائد وتقديم أنفسهم من جديد كثوار ومناضلين أضر بهم أولا وبالمؤسسات التي يعملون فيها ثانياً.
إن تحويل مؤسسات مستقلة إلى بوقات تهتف لصالح جهة سياسية معينة خطأ لا يغتفر.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.