دروس للسفير الأميركي صانع الفتن
(2)
كان عنوان المقال الرئيس في مجلة نيوزويك أو التايمز - لا أذكر تماماً - في عدد في الثمانينات The Gay’s Lobby is the New Jewish Lobby "لوبي الشواذ جنسياً هو اللوبي اليهودي الجديد" إشارة إلى أن قوة لوبي الشواذ أصبح بقوة لوبي اليهود في أميركا، وذلك لأنهم يصوتون ككُتلة ويتبرعون للمرشحين الذين يدعمونهم ككُتلة، مثلهم واليهود.
وعبر السنين تزايدت قوة تأثير لوبي الشواذ LGBT فأصبح من الصعب أن يتخطاهم أهل السياسة في أميركا والغرب بعامة. وتطور تأثيرهم لدرجة تبني الحكومات الغربيةً لقضايا شذوذهم في بلاد العالم كافة، وأصبحت أميركا وصويحباتها تمارس الضغوط على الدول التي لا تحترم الشواذ!!! وهو ما عارضه موقابي، ويعارضه موسڤيني ورئيس جامبيا وروتو في كينيا، ورئيس روسيا بوتن ورئيس المجر وآخرون.
لتعلم يا سيدي السفير أن مواقف حكومتك ورصيفاتها الغربية إزاء الشواذ هو الذي جعلكم محط احتقار من قبل المسلمين خاصة، هذا رغم أنكم تبذلون الملايين لترويج هذا الفساد بين المسلمين من غير حياء. سمعت أحد المسؤولين الأتراك يقول إن أميركا وصويحباتها سلّمت 20 مليون دولار لسبع جمعيات تروج للفساد في تركيا!!! وتفعل مثل هذا في السودان وفي غيره.
الطريف في هذا الصدد أن الراحل موقابي أمر بسجن اثنين من قوم لوط في بلده، وقال إنه سيطلق سراحهم حينما ينجبون مولوداً!!!!
إننا يا سيدي السفير قومٌ فقراء بما تعده أنت غنى، لكننا أثرياء بقيم رفيعة افتقدها غربك، فشاعت فيه الفواحش وزنى المحارم incest واللواط، وبلغت نسبة أبناء الزنا في مجتمعاتكم 50%، وتحطمت الأسرة بدداً. تتبني حكوماتكم الترويج لهذا النمط من الحياة بل فرضه على الآخرين، وتكذبون حين تدعون أنكم تحترمون التنوع الثقافي Cultural Diversification. ونعلم أن قلوبكم مخادعة، واكتظت بالأحقاد والمطامع في موارد الآخرين، ومُلئت بالظلم، تقتلون بالقنابل الذرية والعنقودية والفوسفورية والنابالم.
تاريخ كل أمة لَهُ تأثير على كل حياتها وثقافتها، ومن ثم لا يُرجى ممّن كان أجداده يقتلون ملايين الهنود الحمر، ويبيعون الملايين من أهلنا عبيداً أن يكون genuinely إنسانياً وبالآخرين رفيقاً.
سيدي السفير لا يَغُرّنَكَ تهافت الساقطين وتمسحهم بأعتابك، فغالب أهل السودان لا يكنون لك إعجاباً، ولا لهم احتراما. ويرجع السبب في ذلك أن دين الإسلام يقول لهم أنتم الأعلون ما دمتم مسلمين تعشقون العدل وتحبون الخير وتجتنبون المظالم. هذا دين يغرس الكرامة Dignity عميقاً في قلوب معتنقيه، ولذا ينتفضون متى ما ديست كرامتهم. ويرون أن تدخلك السافر في شأنهم امتهان لكرامتهم.
لتعلم سيدي أننا متفوقون عليكم اجتماعياً وثقافياً، ولو أن ذكاءك أسعفك فستعلم أن هذا أحد جوانب اعتزازنا بأنفسنا. لعلك تحتاج أن تسأل نفسك: لماذا ينتحر الأمريكيون بالآلاف كل عام وهم المرفهون، ولا ننتحر نحن مثلكم رغم فقرنا؟؟ ولعلك تحتاج أن تسأل نفسك:
لماذا يبلغ معدل الجريمة في بلدك الغنية، جريمة عنيفة كل 15 ثانية (FBI Crime Clock)؛ وتنخفض بما لا يقارن في بلدنا نحن الفقراء. تفسير ذلك يعود إلى الردع الذاتي Self- Deterrance الذي غرسه فينا ديننا سيدي السفير!!
وفي حقل الثقافة تحديداً “الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيان”، فتسامحوا إزاء ثقافتنا ولنتعايش بسلام.
في لقاء تلفزيوني سمعت أبا عبد الله أسامة بن لادن قال، إن الرغبة في الثأر لكرامة المسلمين استعرت في قلبه يوم أن شاهد بوارجكم الحربية تدك بيروت بالقنابل عام 1998.
لقد استقر في رُوعي، بعد اطلاع ودراسة، أن عاملان أساسيان هما اللذان قادا إلى خلق تطرف القاعدة وداعش. هذان العاملان هما:
⁃ التدخل والهيمنة الغربية على بلاد المسلمين.
⁃ اضطهاد حكامنا المسلمين – التابعين لكم – لكل من يعارضهم.
هل تعلم أن أكثر قادة داعش هم خريجو سجون التاجي وبوكا وأبوغريب في العراق وسجن صدنايا في سوريا، حيث سيموا الخسف. وها أنت ذا تتدخل وتجتهد لتهيمن، وتبرر فساد وطغيان أتباعك الذين أذاقوا أهلنا الأمرّين.
وها أنت ذا تبرر تزوير انتخابات نقابة الصحفيين وتقرب قوم قحت الذين أذاقونا الجوع وفشلوا في كل شيء. وتَعْمَه في سكرتك تتعامى عن فسادهم الذي أقرَّ به المراجع العام في تقريره عن قطاع الدواجن، وسيأتيك منه المزيد في قطاعات أخرى.
كيف تجرؤ على الحديث عن الديمقراطية وأنت تبرر التزوير لنقابة السلطة الرابعة. أين استنكارك لقفل الصحف وتشريد الصحفيين؟؟
سيدي نحن كمراقبين لأوضاعكم السياسية لا يخفى علينا جهل الأمريكي العادي بأوضاع العالم وسذاجته السياسية. ولكن السودانيين على النقيض من قومك في هذا الصدد. وهكذا لا يخفى على السودانيين مسعاكم – أنت ورصفائك الغربيين وڤولكر – لخلق أجسام صورية تنفذ مخططاتكم ومؤامراتكم، ونقابة الصحفيين المزورة أول ثماركم المُرّة.
ظَنّوا القُلوبَ تُواليهِم وَغَرَّهُمو رِضى الذَليلِ وَقَولُ الزورِ وَالمَلَقُ.
ادعاؤك حين صرّحت أن تكوين نقابة الصحفيين كان “نموذجاً” جعلت منك أضحوكة يا سعادة السفير. وليتك تَرَسّمت خطى حكمة المبدع ابن بلدك مارك توين Mark Twain حين قال:
“من المستحسن أن تبقي فمك مغلقاً حتى لو ظن الناس أنك أحمق، من أن تفتحه فتبدد الشكوك حول حماقتك”
It is better to keep your mouth closed and let people think you are a fool than to open it and remove all doubt.
أنت يا سيدي السفير مع رصفائك السفراء الغربيين واثنين من السفراء العرب تبذلون جهوداً جبارة لإعادة ما يسمى أربعة طويلة للسلطة. ناسين أو متناسين أن هؤلاء رفضتهم حتى ما يسمى لجان المقاومة التي صنعوها، وضربتهم في محطة باشدار وطردتهم في الحاج يوسف وفي ندوتهم في شمبات، وفي إستاد الأبيض وفي سنجة أو سنار لا أذكر، دع عنك الشعب السوداني الذي كرههم، لأنهم جهلة بلا رؤية، ولأنهم أجاعوه وسرقوا أمواله ودونك تقرير المراجع العام عن قطاع الدواجن وحده. أنتم تريدون إحياء موتى وجثث فاحت منها رائحة فساد وعمالة تزكم الأنوف.
أما كذبتك البلقاء عن “دستور أولاد ماما” حين ادعيت أن الجيش موافق عليه فهي التي جعلت الصحفي الشجاع الهندي عز الدين يغرد مستنكراً:
“أي جيش هذا الذي وافق على دستور قحت يا سعادة السفير الأمريكي؟”
هل أنت يا سعادة السفير المثال الحي لمقالة سير هنري ووتن، الذي قال:
“السفير هو رجل نبيل يرسل للخارج ليكذب ويتآمر من أجل مصلحة بلده”؟؟
An ambassador is an honest man sent abroad to lie and intrigue for the benefit of his country.
من قبل مرّ على السودان من عيّنَتْه حكومة أوباما مبعوثاً للسودان. كان أميناً صادقاً ذكياً وعاقلاً. ذلكم هو اسكوت قريشون Scot Gration. ولأنه عاقل تمهل حتى أدرك معطيات الواقع السوداني وسبر أغوار الفاعلين فيه. لم يكن متهوراً مستعجلاً على التصريحات مثلك. سمعته يتحدث عن السودان حديث العارف، فأيقنت أن أمثالك في البيت الأبيض والخارجية سيكيدون له كيدا. وهذا ما وقع، إذ تكأكأ عليه الملأ (TheEstablishment) فأخرجوه من السودان. أتراك تتعظ وتتعلم من أخطائك وتترسّم خطى ذاك النبيل أم تدع البُغاث من قومك، والذين هنا يعبثون بك؟؟
نواصل إن شاء الله
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.