ميثاق سلطة الشعب.. مسمار في نعش وحدة المعارضة

♦️اصبح المشهد السياسي شديد التعقيد، ويكتنفه الكثير من الغموض الكثيف في ظل وجود ملفات شائكة في كافة المجالات، وأسئلة مطروحة تبحث عن إجابات، فاول امس وقعت لجان المقاومة على الميثاق الثوري، ولكن ائتلاف الحرية والتغيير اعترض على الدعوة لبعض احزابه لحضور التوقيع، وبالمقابل هناك حملة لاطلاق سراح القيادي بالنظام البائد نافع علي نافع، اضافة الى ان عودة الاسلاميين الى المشهد تجعل الاجواء تزداد صعوبة.
اعتراض
اعترض ائتلاف الحرية والتغيير على دعوة لجان المقاومة لبعض أحزابه لحضور توقيع الميثاق الثوري، وقال إنها لن تستجيب لمثل هذه الدعوات. ووقعت لجان المقاومة في الخرطوم والولايات على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، وهو رؤية سياسية لإدارة العمل المقاوم للحكم العسكري والدولة لاحقاً، وقال تحالف الحرية والتغيير في بيان: (إن بعض أحزابنا تلقت بصورة فردية دعوات لحضور توقيع الميثاق الثوري، لكننا نتمسك بالتعامل ككتلة واحدة باعتبارنا تحالفاً عريضاً). وأعلن عن رفضه محاولات التمييز بين قواه بقصد إظهار عدم الاعتراف بها كتحالف عبر دعوة بعض الكتل أو الأحزاب بشكل منفرد، كما أن أية دعوات تُقدم بهذه الكيفية لن تستجيب لها مكونات الحرية والتغيير، واكدت الحرية والتغيير أن قواها رفضت موقف الحزب الشيوعي الذي يرفض التعامل والتنسيق مع الائتلاف مع عدم الممانعة في التحاور مع القوى المُشكلة له بصورة منفردة. وأبدت تطلعها إلى التوصل لصيغة عمل مشتركة تقوم على التنسيق السياسي والميداني في ظل تعذر وحدة القوى المناهضة للحكم العسكري، مؤكدة استعدادها لمناقشة تدابير هذا التنسيق.
حملة إسلامية
وفي ناحية أخرى انطلقت حملة لاطلاق سراح نافع علي نافع، واكد د. محمد الشيخ مدني رئيس اللجنة العليا للحملة، أن الحرية واحدة من أساسيات الحياة، وان بقاء الدكتور نافع في الحبس دون مسوغ قانوني غير مقبول.

ومن جانبه قدم الدكتور إبراهيم غندور رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول تحية خاصة للدكتور نافع علي نافع لصبره مع إخوته في السجون، ووجه غندور رسالة واحدة وهي إقامة العدل، لأن الظلم الذي يجري الآن يمكن أن يتكرر، مضيفاً أن العدالة ذُبحت حين تم تجاوز كل القوانين، وأضاف قائلاً: (قدمنا طرح المعارضة المساندة، وأننا لسنا ضد محاكمة كل من اجرم، ونريد ان نحافظ على بلادنا من خلال معارضة راشدة، ونرتضي حكم الشعب فينا، لكن كل هذه الرسائل لم يتم الاستماع لها، وكنا نريد أن نؤكد اننا مازلنا في قلوب هذا الشعب). وقال: (اننا لم ندعُ للتخريب، وكنا ومازلنا ندعو لنمضي ببلادنا إلى الأمام).
عودة النظام السابق
ويقول المحلل السياسي د. راشد المبارك ان الوضع زاد تعقيداً بعد المخاوف التي ظهرت من عودة أعضاء سابقين بحزب المؤتمر الوطني إلى الساحة السياسية، واضاف قائلاً: (يبدو ان تقليد المجلس السيادي لأعضاء سابقين من الحزب البائد مناصب نافذة امر يدعو للتشكيك في كثير من الامور)، وأضاف في حديثه لـ (الإنتباهة) قائلاً: (إن رفض الائتلاف مبرر، لأن الدعوة يجب ان تشمل الجميع اذا كانت هناك رغبة في ايجاد حلول للازمة السياسية الراهنة، ولكن اختيار البعض دون الآخر يجعل الامر غير مقبول).
رفض مبرر
ويعتقد المحلل السياسي أحمد آدم ان عملية الانتقال الديمقراطي اصبحت من اصعب العمليات السياسية في البلاد، خاصة بعد تقديم الحماية لأعضاء الحزب البائد، وقال: (هذا احد الملفات الشائكة التي يجب ان ينظر اليها بعين الاعتبار)، واضاف في حديثه لـ (الإنتباهة) قائلاً: (يبدو أن الاقتراب من هذا الملف مازال بطيئاً، ولا توجد ارادة حقيقية للتوصل الى اية صيغ نهائية)، وشدد على ضرورة وجود مواقف حاسمة تعبر عن ارادة سياسية حقيقية لمعالجة كافة الاختلالات التي شابت المرحلة الانتقالية، لافتاً الى ان الخلاف امر طبيعي في اية دولة تعاني من ازمات سياسية، وتعدد الآراء امر جيد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.