الاستعمار الجديد .. أكثر من واجهة

من مفارقات الأقدار أننا نحتفي في الأول من يناير من كل عام بالاستقلال المجيد والانعتاق من هيمنة المستعمر البريطاني وذات اليوم يصادف دخول بعثة (يونيتامس) الأممية للبلاد في سلسلة من اعمال الوصايا، تدخل البعثة بزعم مساعدة الحكومة الانتقالية في عملية الانتقال الديمقراطي ولكنها امتداد للاستعمار الحديث.

لم تلتزم حكومة حمدوك بأن تكون هي القيمة على أمر الشعب بالمعروف في تحقيق طموحات وتوفير الأمن وتحقيق الحرية والسلام، ولكنها اختارت إدارة الغرب لتكون معولا، ولكنه معول هدام القصد منه الوصايا واستمرار حقب الاستعمار القديم بآخر حديث في ظاهرة الخير وهو الإدعاء بحماية السلام وفي باطنه شرور الوصايا والتحكم في بلدنا ووضعه أسيرا في سجن الاستعمار.

تخرج اليوناميد التى لم تكن تقوى على حماية نفسها وفي اليوم التالي تدخل (يونيتامس).

يحتفل الشعب السوداني اليوم بالذكرى ٦٥ للاستقلال المجيد هذا العام وهم موعودون بخطاب من رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك فمن رتبوا لهذا الخطاب وضعوه بمناسبة الانعتاق من الاستعمار الانجليزي ولكنهم لم يدروا أنه يعود اليوم مرة أخرى بثوب جديد فما أسوأ التوقيت الذي يتحدث فيه حمدوك عن ذكرى الانعتاق وهو يضعنا اليوم في فخه وهو يستقبل بعثة أممية تحمل كل معاني الاستعمار.

من المفارقات العجيبة أن يتحدث رئيس الوزراء عن الانعتاق من المستعمر في خطابه بمناسبة الاستقلال وحكومته تطلب عون المستعمر ويفرشون له الأرض بالزهور، ولم يكتف حمدوك ومن معه بهذا الحد وحسب بل يطلبون العون والسند المالي من اصدقاءهم الأوروبيين فهم لا يترددون في قبول الدعوة ولكنهم يضعونها كمعلم من معالم الابتزاز، لن تجدي دعوة حمدوك للغرب للمساعدة في الحصول على مليم واحد، فهم لا يدفعون إلا بعد أن يضمنوا مصالحهم اولا.

والسؤال المنطقي هنا ماذا يقول حمدوك في خطابه للشعب السوداني وهو يضع بلادنا امام الحاجة للغرب والاستعمار الجديد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.