ترمومتر أزمة الشرق.. ترقب لاكتشاف لاعب جديد..!


سُكون تارة وتصاعد في أحايين كثيرة، هو ما ظلت عليه أزمة قضية إقليم شرق السودان، الذي لا يزال يشهد تجاذبات وتقاطعات من أطراف عديدة، كانت الحركة دءوبة في الأسبوع المنصرم بشأن هذا الملف.
وارتفعت الأصوات خلال الساعات الماضية، بخصوص تقرير المصير، في وقت ظهرت فيه المساعي لفك العقدة ووضع القضية في المسار الذي يقود إلى حل مؤقت أو نهائي عسى ولعل يسهم في إكمال العملية السياسية.
فداخليًا، أعلن رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، عن رعايته لمنبر تفاوضي بين أبناء الشرق لحل مشكلات شرق السودان وتحقيق التوافق المطلوب، فيما برزت أصوات خارجية بعد لقاءات لسفراء دول مع ممثلين لشرق السودان.
الحل الأمثل للصراع
وتأتي كل هذه الخطوات في وقت كان قد أعلن عن نجاح مبادرة رئيس الوزراء السابق في عهد نظام الإنقاذ محمد طاهر إيلا، والتي أمنت على إكمال الصلح بين قيادات المجلس الأعلى لنظارات البجا، لوضع نقطة أولى في إطار الحل الأمثل للصراع في الشرق، وفي الوقت الذي كان الجميع يرى أن الإقليم الذي شهد خلافات بين أبنائه، عطلت مسيرة التحول الديمقراطي والوصول إلى عملية سياسية متكاملة تسهم في استقرار البلاد، عاد من جديد الهجوم وبرز إلى الواجهة الصراع بين تيارات في شرق السودان.
والمتابع لأزمة شرق البلاد، لا يخفى عليه أن ثمة رابط أساسي في الأمر وهو أن المواقف تتبدل بين الفينة والأخرى، إذ ليس هناك ترمومتر واضح موحد لها، فكل يغني حسب ما يريد وفقًا لرؤيته.
استقطاب مفهوم
يشدد والي كسلا السابق، صالح عمار، على أن حالة الاستقطاب الخارجي تجاه السودان والشرق متوقعة ومفهومة، لجهة أن السودان كدولة يواجه تحديات كبيرة، وأن هذه الدول لها مصالح فيه.
وأشار إلى أن هذه الدول تتابع في الوقت الراهن وتشارك في العملية السياسية الجارية إيجابًا وسلبًا، ويرى عمار أن الشرق يعد ذات أهمية للدول الثلاث مصر والسعودية والإمارات.
ويضيف” الشرق مهم للدول الثلاث، فالسعودية هي الدولة الأقرب جغرافيًا وكذلك مصر، ولكن الإمارات تتطلع إلى علاقات جيدة تضمن عبرها إكمال عقد أبو عمامة”.
تنسيق الميرغني
ويرى صالح عمار، أن زعيم الحزب الاتحادي الأصل محمد عثمان الميرغني رمز وإرث طائفة دينية لها تاريخ طويل في الشرق وعموم السودان، مبينًا أن اهتمامه بالشرق يأتي من هذه الخلفية.
ويشير عمار إلى أن أي مجهود لدعم السلام والتوافق يطرح من قبل السيد محمد عثمان الميرغني، سيكون مرحبًا به.
وأتم في هذه الجزئية” جهود الميرغني ستكون مرحباً بها إذا تم الأمر بالتنسيق والتشاور مع كل مكونات الإقليم دون انحياز إلى أي طرف”.
وعد صالح عمار، خطوة المجلس الأعلى للإدارات الأهلية في شرق السودان، بتأييد الاتفاق الإطاري، بأنها طبيعية، لجهة أن مجلس الـ17 ناظراً، تكون أساسًا لحفظ السلام الاجتماعي والتعايش بين أهل الإقليم ولمواجهة (المجلس الأعلى لنظارات البجا) الذي رعا خطاب الكراهية وتحول إلى مهدد للاستقرار في الاقليم.
ويكمل” ظل نظار المجلس يعملون بكل طاقتهم من أجل العبور بسلام وعدم الانزلاق إلى أتون الحرب التي كان البعض يصر على إشعالها، ولهذا من الطبيعي أن يؤيدوا الاتفاق الإطاري وأي اتفاق يمكن أن يوقف الصراع”.
لاعب جديد
يشير المحلل السياسي محمد عباس، على أن الأزمة والصراع الذي يشهده شرق السودان، في الوقت الراهن، ربما يسفر عن اكتشاف لاعب جديد بعدما بات الناظر محمد الأمين ترك بعيدًا عن اللعبة حاليًا بسبب حالة التوهان التي دخل فيها.
ويقول عباس في حديثه لـ”الانتباهة”، إن محمد الأمين تِرك كشف عن كل أوراقه ما جعله يفقد قدرته على تحريك الجماهير في شرق السودان كما كان يحدث سابقًا.
ويكمل هذه الجزئية” أعتقد أن محمد الأمين تِرك تعجل في كشف كل أوراقه وهو ما أفقده الكثير وجعل ظهره ينكشف وبين وزنه تمامًا وذلك كان واضحًا عندما دعا إلى إغلاق الشرق ولم يجد الاستجابة”.
ويرى عباس، أن رئيس المجلس الأعلى للبجا، يقود حاليًا مرحلة أشبه بالمعادلة التفاوضية من أجل شد أطراف الصراع لا أكثر بتهديده بتقرير المصير.
وأتم” تِرك دخل مرحلة التوهان وهذه دائمًا ما يسقط فيها الزعيم السياسي عندما يبدأ فيها يبعد عن السلطة، وبالتالي يحدث التخبط وهو ما يظهر في التحركات الأخيرة للناظر ترك والذي بدا وكأنه في حالة توهان إلى أن يصل مرحلة السكون تمامًا”.
انتصار اقتصادي
لا يتوقع محمد عباس في حديثه لـ”الانتباهة”، أن تلعب الطائفية دورًا بارزًا في الأزمة التي يشهدها إقليم شرق السودان، وذلك بعد أن أعلن رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، عن منبر تفاوضي لحل قضايا الإقليم.
ويشرح بالقول” الصراع في شرق السودان بدا وكأنه طائفي اقتصادي، وأعتقد أن الكفة تميل لحميدتي للقدرة الاقتصادية التي يملكها ولقدرته على التأثير في المكونات هناك”.
ويضيف” محمد عثمان الميرغني لديه موطئ قدم أزلي في شرق السودان، ولكن نتيجة لاختلال الجو السياسي بصورة عامة هناك منذ فترة، لا أعتقد أن ذلك سيساعده في حسم الأمور لصالحه أو أن يلعب دورًا حاسمًا في القضية”.
وتابع” الميرغني فقد جزءًا من أرضيته في شرق السودان، كما حزب الأمة القومي الذي فقد بريقه في غرب السودان وغيره من المناطق، ولذلك الصراع سيكون لصالح الثقل الاقتصادي وبالتالي أعتقد أن الكفة تميل لحميدتي الذي يقف إلى جانبه داعمون من الخارج”
يبدي عباس في سياق حديثه لـ”الانتباهة”، تخوفه من اتساع الهوة بين الموقعين على الاتفاق الإطاري في المرحلة المقبلة، بسبب حالة الانشقاق التي بدأت تظهر مع أزمة قضية شرق السودان.
ويشير محمد إلى أن ما يدعم ذلك هو أن هناك عديد من الأطراف لم يستصحبها الاتفاق الإطاري، أبرزها حركة عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو بجانب أحزاب أخرى وكيانات ثورية.
ويوضح أن المؤسسة العسكرية، يجب أن تضع في حساباتها تمامًا عدم الوصول إلى الاتفاق النهائي، في ظل ما أقدمت عليه بإبعاد كيانات لها وضعها السياسي.
ويربط عباس مصير الاتفاق السياسي الذي تم مؤخرًا، بالوضعية التي ستنتهي عليها أزمة قضية شرق السودان

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.