مهربات الذهب الى الهند يُسئن للسودانيات ..؟
في مارس 2018 كنت ومجموعة من الأصدقاء على متن الخطوط الإثيوبية في طريقنا الى مطار مومباي.
لفت انتباهي ونحن داخل الطائرة ان عدد الركاب من النساء يفوق عدد الرجال بضعفين او ثلاثة اضعاف.. وكان بجواري راكبتان تجاذبنا اطراف أحاديث متفرقة، وعرفت انهن يذهب بشكل مستمر للتجارة في الهند.. وانهن يمكثن فقط ثلاثة أيام في مومباي.. حيث ينزلن في فنادق شارع محمد علي (محمد علي رود) الشهير بجوار السوق او داخله.. وهذا الشارع يحمل اسم مسلسل كويتي عُرض قبل سنوات خلال شهر رمضان. هؤلاء النسوة يقمن خلال يوم واحد بشارع بضائعهن ويقمن بشحنها ثم يعدن مباشرة الى الخرطوم، وبعد ايام يعاودن الرحلة ذاتها من جديد..!
معظم هؤلاء التاجرات او تاجرات الشنطة، ينشطن في تهريب الذهب. ويتم في كل رحلة القبض على كثير منهن بسهولة ويسر، رغم اجتهادهن المبالغ فيه في إخفاء هذا الذهب بطرق ماكرة شتى.. ولكن امام الأجهزة وخبرة رجال الجمارك الهنود يتم كشفهن بسهولة، ويفقدن ذهبهن وقد يدخلن السجن..!!
وفي آخر الاخبار القبض على 23 إمرأة سودانيه في مطار راجيف غاندي في حيدر اباد وهن متلبسات بتهريب الذهب إلى الهند بما قيمته مليون دولار..!!
في كل رحلة الى الهند ومنذ سنوات طويلة تنجح عدد من المهربات في تخطي التفتيش الجمركي في مطار الخرطوم، ويغادرن مسرورات الي الهند عبر مطارات مومباي ودلهي وحيدر اباد ومطارات هندية اخرى عديدة.. ولكنهن سرعان مايقعن في قبضة الجمارك الهندية ويدفعن ثمن جريمة التهريب مصادرة لذهبهن ودخولهن السجن.
وهناك كما نسمع نساء كثيرات يقبعن
في السجون الهندية بتهمة تهريب الذهب الى الهند ، وتلك جريمة تنال عقابها الرادع هناك..!!
واستغرب كثيرا لهذه المحاولات المستميتة من هؤلاء المهربات رغم انهن يقعن بسهولة في قبضة الجمارك والشرطة، ولكن مازلن يواصلن تلك العمليات باستمرار.. وهو امر يدعو للدهشة فعلا!!
هناك مهربات تم القبض عليهن في مطار الخرطوم وهن يخبئن الذهب في مناطق حساسة وخطرة.. وهناك من تمكّن من النجاة وقُبضن في الهند.
وفي مطارات الهند كل السودانيات مشتبه فيهن جميعهن، كل إمراة سودانية تدخل احد المطارات الهندية فهي مشكوك في امرها وتخضع لتفتيش دقيق حتى يثبت انها غير مهربة..!
المهربات السودانيات لم يتركن مطارا هنديا الا وجربوا التهريب من خلاله من اقصى شمال الهند الى حنوبها وغربها وشرقها.. في اصرار عجيب وغربب.
وهناك حديث عن ان هناك مافيا لتهريب الذهب تستخدم هؤلاء النسوة لتهريب الذهب الى الهند..!
ارى ان على سلطات الجمارك والمطار والشرطة السودانية ان تبذل جهدا مضاعفا لكشف هؤلاء المهربات قبل ان يسافرن الى خارج البلاد.. وكشفهن هنا افضل من الكشف خارج البلاد.
اما تهريب الذهب بالاطنان فذلك امر آخر يتجاوز محاولات المهربات الساذجة والساذجات الى عمل منظم ذكي.. يُغض الطرف عنه غالبا..!!
مازلت اتذكر في عام 1990 حادثة إمرأة سودانية كبيرة في السن تم ضبطها في مطار مومباي وبحوزتها كمية من الذهب.. ولم تكن تعلم ان ذلك ممنوع، وأدخلت السجن ولم تفلح محاولات زوج ابنتها وعدد من السودانيين هناك من إخراجها.. كانت حادثة محزنة القت بظلالها على الجميع.
الان اصبح عاديا جدا دخول السودانيات سجون الهند..مع الاساءة البالغة للسودانيات الطالبات وغيرهن هناك..!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.