الكذبة الثانية لقحت

:: كالرجل الذي أضاع خاتمه في غرفته المُظلمة ثم خرج يبحث عنه تحت أعمدة كهرباء الشوارع، غادرت الأحزاب الثلاثة، المسماة بالمجلس المركزي لقوى الحرية، إلى الإمارات.. الواثق البرير، عمر الدقير، بابكر فيصل، و طه عثمان ممثلاً لتجمع المهنيين جناح فولكر.. و بالمناسبة، عندما تشاهد طه عثمان ملتحفاً ثوب تجمع المهنيين، تزداد إيماناً بالحكمة الشعبية ( آخر البليلة حصحاص).. !!

:: المهم، غادر الوفد الرباعي إلى الإمارات، ربما للتزود بالخير و البركة أو ليشكو البرهان للكفيل، فالإمارات – بالنسبة ليهم – إما مصدر طاقة أو حائط مبكى .. وفيما هم بالخارج، تجمدت مفاوضات الإعلان السياسي الجديد بالداخل منذ شهر تقريباً، و يقول المتحدث باسم العملية السياسية، خالد عمر يوسف : (تم الاتفاق على محتوى الإعلان السياسي ونأمل أن يفرغا من مشاكلهما الداخلية لتوقيعه)..!!

:: و خالد يقصد بأن لمناوي وجيريل مشاكل داخلية تحول بينهما و التوقيع على الإعلان السياسي، وهذا غير صحيح.. ومن المؤسف أنها المرة الثانية التي لايصدق فيها حلفاء الإطاري مع الشعب، فالأولى حين زعم كمال عمر بتوقيع مناوي وجبريل و الميرغني على الاطاري، ونفته الكتلة الديمقراطية، وخالد عمر أيضاً ينفي بالنص (نأمل أن يفرغا من مشاكلهما الداخلية لتوقيعه)، وهذا يعني أنهما لم يوقعا؛ ونأمل أن يعتذر كمال عمر عن تلك الكذبة ..!!

:: ومع كمال عمر، فان خالد عمر أيضاً مطالب بالإعتذار عن الكذبة الثانية.. ليس لمناوي وجبريل مشاكل داخلية تحول بينهما و التوقيع على الاعلان السياسي، بل رفض المجلس المركزي لمعايير التوقيع الموضوعية هو الذي يمنع التوقيع..فالكتلة الديمقراطية تقترح توقيع كل القوى السياسية ما عدا المؤتمر الوطني، وهذا ما يرفضه المركزي الذي ينتقي ما يشاء من القوى دون توضيح معيار ( الإنتقاء) ..!!

:: فالمركزي يناشد التيجاني السيسي ويتوسل إليه ليوقّع، ويرفض مبارك الفاضل، رغم أن كلاهما شارك في نظام البشير، وكلاهما كان خارج نظام البشير عند سقوطه..ثم أن المركزي يحرص أن يكون لشعبي و أنصار السنة والاتحادي توقيعاً، ولكنه يرفض آخرين – كانوا مع هؤلاء – في ( سرج الانقاذ).. وهذا الانتقاء هو سبب توقف العملية السياسية، وليست مشاكل مناوي وجبريل الداخلية، فلماذا يكذب خالد عمر على الشعب..؟؟

:: فالكذب ليس حلاً.. ثم أن الإرتماء في حضن الإمارات أو الدعم السريع لن يكون حلاً لأزمة إختيار القوى الموقعة على الاعلان السياسي، فالتصالح مع الشعب هو الحل.. ومن التصالح، توضيح أسباب قبول نصف الفلول و رفض النصف الآخر.. فلتكن الأسباب منطقية و واضحة ، بدلاً عن اللف والدوران بالتهريج و إدعاء النقاء الثوري و اتهام الآخرين بالكوزنة و لعق البوت و غيره من ( الكلام الفارغ) المراد به الهروب من الحقائق ..!!

:: ولحين ذكر الأسباب المنطقية لقبول هذا و رفض ذاك، فليعلم شعب السودان، قبل حكومة الإمارات، بأن المجلس المركزي هو المسؤول عن تعطيل الاعلان السياسي و تشكيل الحكومة المدنية.. نعم؛ المركزي و ليس الكتلة الديمقراطية، ولا العساكر؛ كما يكذبون.. وقبل الختام، يقول خالد عمر : (تم الاتفاق على محتوى الإعلان السياسي)، ولم يُكمل حديثه بحيث يعرف الشعب المحتوى المتفق عليه.. فالشعب آخر من يعلم، أي بعد الإمارات و الثلاثية و الرباعية و الخماسية وغيرها من ( مكونات الفرنجة)..!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.