السودان.. انشقاق الآلاف من مقاتلي “العدل والمساواة” التي تقاتل إلى جانب الجيش
أعلنت قوات “الدعم السريع”، يوم أمس الأحد عن انشقاق الآلاف من مقاتلي قوات “حركة العدل والمساواة” التي يقودها جبريل إبراهيم، ومجموعات أخرى من فصيل “الجبهة الثالثة” التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني.
وتُعد «حركة العدل والمساواة» ضمن القوة المشتركة المكوّنة للحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
بدوره قال والي ولاية شمال دارفور «المكلّف»، الحافظ بخيت محمد، إن «الوضع كارثي»، وإن أغلب سكان المدينة في العراء بسبب القصف المدفعي الممنهج، ومن دون مأوى أو غذاء.
وأضاف أن الفاشر محاصَرة من كل الاتجاهات لمدة ثلاثة أشهر، ولا يوجد طريق لوصول السلع الرئيسية، ما أدى لارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد الغذائية بصفة عامة.
وقالت مصادر محلية لوسائل إعلام، إن الفاشر شهدت، الأحد، قصفاً مدفعياً عنيفاً باتجاه الأحياء السكنية الواقعة بالقرب من حامية الجيش (الفرقة السادسة مشاة) والسوق الرئيسي بوسط المدينة.
في سياق متصل، نشرت مواقع إخبارية وبعض وسائل الإعلام أمس الأحد، بعض الفيديوهات التي تًظهر أفراداً من الجيش السوداني يقومون بعمليات إعدام جماعي لعدد كبير من المدنيين. في ظل نفي الجيش السوداني علاقته بالقصة، متهماً “الدعم السريع” بفبركة الفيديو.
ورجح كثير من المراقبين، أن انتشار الفيديو الأخير للمجزرة التي ارتكبتها قوات الجيش، هو السبب وراء انشقاق عدد كبير من مقاتلي قوات حركة “العدل والمساواة”.
وبحسب وسائل إعلام كثيرة فإن هذه المقاطع تأتي بعد أيام قليلة من مقتل أكثر من 50 مدنياً في بلدة ريفية صغيرة بولاية الجزيرة وسط البلاد ، اتهمت فيها الدعم السريع، الجيش السوداني ، وميليشيا “كتائب الإسلاميين المتطرفة”، التي تقاتل في صفوفه بارتكابها، واستهداف مجموعات عرقية محددة تتحدّر أصولها من غرب البلاد.
وتداول قادة من الدعم السريع، من بينهم المستشار السياسي لقائدها، الباشا طبيق، تسجيلاً مصوّراً، زعم فيه أن الجيش السوداني وكتائب “البراء” الإرهابية يُصَفّون مواطنين تم اعتقالهم رمياً بالرصاص على أساس عِرقي وجهَوي، من بينهم عناصر يتبعون للجيش نفسه.
ووفق طبيق، جرت الإعدامات لمواطنين لا علاقة لهم بـ”الدعم السريع” خلال الأيام الماضية.
ووصف الجيش السوداني، في تعميم صحافي، الفيديو، بـ”المفبرك من قِبل الخلايا الإعلامية لمليشيا آل دقلو الإرهابية وأعوانهم” حسب وصفهم.
وأعادت حسابات تابعة لـ”الدعم” على منصة “إكس” تداول مقطع فيديو من الأشهُر الأولى للحرب، يُظهر عناصر من الجيش تقوم بخطف وإعدام أشخاص معصوبي الأعين بالذخيرة الحية، ودفنهم في حفرة كبيرة بمدينة أم درمان.
وأدان “المرصد الوطني لحقوق الإنسان”، بأشد العبارات، «المجزرة البشعة»، وقال في بيان على منصة «إكس»: «إن هذه الجريمة النكراء ترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية».
ودعا «قيادة القوات المسلحة السودانية إلى القبض على مرتكبي الجريمة، والتحقيق الفوري معهم، وتقديمهم للقضاء، وحال ثبوت أنهم كانوا ينفّذون أوامر صادرة من قياداتهم العسكرية يجب على المنظمات المعنية وأُسر الضحايا ملاحقة تلك القيادات».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.