فيروس كورونا .. هل من تأثير على الحروب في الشرق الأوسط؟
لا يزال العالم يعيش تأت وطأة فيروس كورونا المستجد والذي ألقى بظلاله سلبًا على كل مناحي الحياة، مجبرًا نصف سكان الكرة الأرضية على الحجر المنزلي، في الوقت الذي أظهر فيه كوفيد 19 قدراته على إعادة هيكلة العلاقات الدولية وحتى تهديد العديد من الدول العظمى.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت قبل إسبوعين إلى ضرورة وقف إطلاق النار في مناطق النزاعات، لإتاحة الفرصة أمام الجهود المبذولة لمجابهة مخاطر فيروس كورونا.
حيث نبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إلى أن “الأسوأ لم يأت بعد”، فيما لا يزال تأثير الوباء غير واضح على نزاعات المنطقة من سوريا والعراق مرورًا باليمن وليبيا.
اليمن
لم تسجل اليمن إلى الآن أي إصابة رسمية، في الوقت الذي أبدى فيه طرفا النزاع موفقتهما على دعوة الأمم المتحدة لوقف الأعمال القتالية.
ويبدو أن بصيص الأمل القليل لوقف إطلاق النار لم يدم طويلًا، مع اعتراض السعودية صاروخين في سماء الرياض ومدينة حدودية، تبنّى الحوثيون إطلاقهما.
وردت السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا دعما للحكومة منذ العام 2015، بشن ضربات على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويعيش اليمن حالة من الفوضى في جميع النواحي، ومن شأن انتشار فيروس كورونا أن يفاقم من الأزمات الإنسانية التي تعد الأسوأ في العالم، وفقًا لموقع قناة (الحرة).
وما لم يتم التوصل إلى هدنة تفسح المجال أمام تقديم المساعدات الضرورية، فإن مصير سكان اليمن سيكون مجهولا، في بلد انهارت منظومته الصحية وبات توفر المياه النظيفة نادراً ويحتاج 24 مليون نسمة فيه إلى مساعدات إنسانية.
سوريا
عقب حوالي الإسبوعين تقريبًا من وقف إطلاق النار في إدلب (شمال غرب) سوريا، تم تسجيل أول حالة إصابة رسميًا بفيروس كورونا.
حيث يعيش ثلاثة ملايين نسمة في منطقة سريان الهدنة وتشمل أجزاء واسعة من إدلب ومحيطها، إلا أن قدرة الهدنة على الصمود غير واضحة.
وترتفع المخاوف يومًا تلو الآخر من قدرة انتشار فيروس كورونا كالنار في الهشيم في سوريا، التي انهكتها حرب ظلت مشتعلة منذ تسع سنوات.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شهد مارس مقتل 103 مدنيين، في أدنى حصيلة قتلى شهرية للمدنيين منذ اندلاع النزاع العام 2011.
ويقول الباحث المتابع للشأن السوري فابريس بالانش لوكالة فرانس برس “يشكل الوباء وسيلة لدمشق كي تظهر أن الدولة السورية قادرة وعلى كافة المناطق أن تعود إلى كنفها”.
ليبيا
كما هو الحال في اليمن، فد أبدى طرفا النزاع في ليبيا ترحيبهما بدعوة الأمم المتحدة لوقف القتال، إلا أنهما سرعان ما تبادلا الاتهامات بخرق الهدنة، بعد قصف تعرضت له منطقة عين زارا جنوب العاصمة طرابلس.
وأبدى غوتيريش أسفه لوجود “هوّة شاسعة بين الأقوال والأفعال”.
العراق
لا يشهد العراق حاليا نزاعا شاملا، إلا أنه يبقى عرضة لهجمات يشنّها تنظيم داعش في بعض المناطق ومسرحا لشدّ حبال أميركي إيراني، كاد أن يقود إلى صراع مفتوح في وقت سابق من هذا العام.
ورغم أن القوتين من بين أكثر الدول تأثرا بفيروس كوفيد-19، إلا أنّه ما من مؤشرات على توجههما للحد من المبارزة على الساحة العراقية مع مواصلتهما سياسة الردع والتهديد.
ومع مغادرة كافة القوات غير الأميركية تقريبا من صفوف التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وإخلاء قواعد عسكرية، يُصار حاليا إلى إعادة تجميع الجنود الأميركيين، بعدد أقل وفي قواعد أقل.
وانتهزت واشنطن الفرصة لنشر بطاريات صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، في خطوة تثير الخشية من تصعيد جديد مع إيران، التي تُتهم مجموعات مسلحة تابعة لها بتنفيذ ضربات صاروخية على قواعد أميركية في العراق.