(USAID) ذراع واشنطن المخابراتية.. والآن دور عملها في السودان


تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) تحت عناوين براقة وفضفاضة في مختلف الدول، ولديها العديد من الأنشطة التي تستخدمها كغطاء لممارسة مهامها الاستخباراتية، خصوصاً في الدول النامية، من أجل تغيير الحكومات التي تناهض السياسة الأمريكية أو تختلف معها. وهي تعرف نفسها بأنها الوكالة الدولية الأولى للتنمية في العالم، وهدفها الذي تنطلق منه هو تعزيز الأمن القومي الأمريكي والازدهار الاقتصادي.
تأسست الوكالة في عهد الرئيس جون كينيدي، الذي كان يرى أن أفضل أداة لتطويع الحلفاء في السياسة الخارجية هي المساعدات الاقتصادية. وكان يعمل على تثبيت حكم حلفائه في منطقة الشرق الأوسط تحديداً عبر هذه المساعدات وإقرار برامج للإصلاحات، وهذا ما قام به في إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي عام 1963.
ولمعرفة كيف تعمل الوكالة في تعزيز الأمن القومي الأمريكي، وتغيير سياسات الدول المناهضة وتثبيت سلطة الدول الحليفة لواشنطن، يكفي أن نعرف أنها على الرغم من كونها إحدى وكالات الحكومة الأمريكية المستقلة من الناحية الفنية، إلا أنها تخضع لتوجيهات السياسة الخارجية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ووزير خارجيته ومجلس الأمن القومي، ويعمل مديرها ضمن توجيهات السياسة الخارجية وصلاحيات وزير الخارجية.

في بوليفيا أعلن الرئيس إيفو موراليس عن طرد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من بلاده، متهماً إياها بالتآمر والتدخل في الشؤون البوليفية الداخلية. وقال في خطابه أمام آلاف المواطنين في العاصمة البوليفية لاباز، يوم 1 مايو 2013، بمناسبة عيد العمال: «قررنا طرد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من بوليفيا».
وشدد موراليس على أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي جاءت إلى البلاد عام 1964، تنفذ أهدافاً سياسية، لا اقتصادية، وقال إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسات أخرى «مرتبطة بالسفارة الأمريكية في لاباز تتآمر على الشعب والحكومة الوطنية».
وأردف قائلا: «بعد الآن لن تكون لدينا (USAID) التي تستغل إخواننا ورفاقنا من الكوادر الأساسية عن طريق إعطائهم صدقة». وسبق أن طرد موراليس عام 2008 السفير الأمريكي والممثلين عن إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية من بوليفيا.
وفي السياق ذاته، وجهت روسيا صفعة قوية للولايات المتحدة بالكشف عن دور مشبوه لعبته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) باستخدام أموال «في محاولة للتأثير على العملية السياسية بما في ذلك الانتخابات على مختلف المستويات، ومؤسسات المجتمع المدني»، وبناء عليه قررت السلطات الروسية منع أنشطة الوكالة في روسيا منذ العام 2012، وأخطرت بهذا وزارة الخارجية الأمريكية.
وجاء القرار الروسي بعد عقدين من عمل الوكالة في روسيا، أنفقت خلالهما ما يقارب 2.7 مليار دولار أمريكي، حسب مصادر أمريكية، على مشاريع صحية وبيئية كستار لهدفها الحقيقي، المتمثل في دعم المنظمات غير الحكومية من خلال تقديم منح تخلق أدوات للتدخل الأمريكي في الشأن الداخلي الروسي.
وكان للقرار الروسي آثار سلبية على أنشطة الوكالة في دول العالم، حيث وجه الأنظار إلى خطورة الأثمان السياسية للمساعدات التي تقدمها واشنطن.
هذه الاتهامات ليست جديدة، وإنما قديمة، لكنها في الآونة الأخيرة بدأت تأخذ منحى خطيراً عندما باتت تعمل على ترجمة الأجندات الأمريكية، وتقوم بمهمة العميل السري الذي يزود دوائره الخاصة بالمعلومات ذات الصبغة الأمنية، والتي تشكل اختراقاً أو محاولة لتغيير البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية بطرق ظاهرها إنساني.” نواصل عن عملها في السودان

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.