أردوغان يستغل أزمة كورونا لتصفية الحساب مع منافسية
سلطت صحيفة “فورين بولسي” الأميركية الضوء على تعامل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أزمة وباء كورونا مشيرة إلى أن حظر التجوال الذي أقره لم يلتزم به أحد، في وقت بدأت فيه المعارضة التركية تصعد في فترة الجائحة.
ووصفت الصحيفة الأميركية أن الجهود التي بذلها أردوغان ضد حزب “الشعب الجمهوري” الذي يسيطر على إسطنبول بالألاعيب السياسية التي سوف تنقلب عليه.
كما حذر التقرير وفقًا لما نقله موقع (العربية نت) من أن ملايين الأتراك خسروا وظائفهم بسبب كورونا ولا توجد خطط لإعادة توظيفهم.
دعوة خطيرة
وجاء في التقرير: ” قبل منتصف ليل الجمعة 10 أبريل، غمر مئات الآلاف من الناس الشوارع عبر تركيا. وردا على جائحة الفيروس التاجي، أعلنت الحكومة التركية حظر تجوال نهاية الأسبوع الماضي لـ31 مقاطعة، بما في ذلك اسطنبول والعاصمة أنقرة. وكان المقصود من القرار إبقاء الناس في منازلهم في أيام العطلة، لكن الإعلان المتأخر جعلها دعوة خطيرة”.
والإغلاق الذي أعلنته حكومة أردوغان بشأن تفشي وباء كورونا كان من المفترض ان يستمر 48 ساعة فقط، إلا أن انعدام ثقة الجمهور في الحكومة، وفقًا للتقرير، دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأنها ستمدده دون سابق إنذار.
وأضاف: “لقد خرج عدد أكبر من الناس إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد مقارنة بالشهر الماضي، وعندما طلب الرئيس رجب طيب أردوغان من المواطنين تنفيذ “الحجر الصحي الطوعي”. اندلعت المعارك، وأخذ الناس الطعام من رفوف الأسواق الصغيرة التي كانت لا تزال مفتوحة، وقليلون اتخذوا احتياطات التباعد الاجتماعي.
زيادة الفوضى
وأكد التقرير أن زيادة الفوضى جاءت بسبب عدم إخطار عمدة مدينة إسطنبول إكرام إمام أوغلو، بأن المدينة سيتم وضعها تحت الإغلاق، الأمر الذي قاد إلى عدم وجود وقت كافٍ للبلدية في مسعاها لطمانة المواطنين بأن الحكومة لن تتركهم بدون دعم أو طعام.
وكان عمدة إسطنبول إمام أوغلو انتقد عبر تويتر سياسة حظر التجوال، قائلًا عبر صفحته الرسمية إن : “مثل هذا القرار من جانب واحد “يخلق الارتباك والذعر فقط”.
ولم تقف الفوضى عند ذلك الحد، وذلك بعدما كانت هنالك محاولة لاستقالة وزير الداخلة التركي والتي رفضها أردوغان يوم أمس الأحد، إلا أن الحكومة أعلنت عن حظر تجوال جديد تم تحديده في وقتٍ سابق مع نهاية الإسبوع الماضي.
ويوجد في اسطنبول، أكبر مدينة في تركيا، 82,329 حالة إصابة مؤكدة بفيروسات كورونا حتى السبت، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 1890.
مخاوف أردوغان
ويؤكد الأستاذ المساعد للعلاقات الدولية في جامعة بيلكنت في أنقرة، بيرك إيسن: “يخشى أردوغان أن يعارضه إمام أوغلو، لذلك لا يريد أن يمنحه أي مساحة أو أي حكم ذاتي في إدارة هذه الأزمة”.
وذكر التقرير أنه في 31 مارس الماضي، قامت الحكومة الوطنية بجمع تبرعات لمساندة الأسرر المتضررة من الوباء نظمه إمام أوغلو وعمدة أنقرة منصور يافاس.
وقال أردوغان إن عمداء حزب “الشعب الجمهوري” كانوا يحاولون إنشاء “دولة داخل الدولة”، مما دفع إمام أوغلو إلى تقديم شكوى قانونية.
تناقض أردوغان
ومضى تقرير الصحيفة الإميركية في القول إن أردوغان يسعى وراء الأضواء في ظل تفشي أزمة فيروس كورونا المستحدث، وذلك حينما أطلق حملته الوطنية لجمع الأموال بعد إيقافه حملة أوغلو. وفي 10 أبريل، بدأت وزارة الداخلية تحقيقا في حملات التبرع التي يديرها إمام أوغلو ويافاس. ووصف إمام أوغلو وقف التبرعات بأنها خطوة “ضعيفة جدا وفقيرة جدا” من قبل الحكومة الوطنية.
وأورد التقرير أن أكثر من ملوني شخص في تركيا فقدوا وظائفهم بسبب التدابير الخاطئة التي اتبعاها أردوغان في تعامله مع فيروس كورونا ، وذكر زعيم حزب “الشعب الجمهوري” كمال كيليكدار أوغلو، أنه من المرجح لهذه الأرقام أن ترتفع، مع ارتفاع في معدلات البطالة.