أوضاع السجون المصرية يزداد تعقيداً مع رمضان.. ومماطلات في تطبيق القانون
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام القليلة الماضية بردود أفعال متباينة حول أوضاع المسجونين بتهم مختلفة في السجون المصرية مع تصاعد أزمة فيروس كورونا في البلاد .
تناقضات كبيرة
ويشر قانون الإجراءات الجنائية المصرية في المادة 486 إلى أن المحكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية مُصاباً بمرضٍ يهدد بذاته أو بسبب التنفيذ حياته بالخطر، جاز تأجيل تنفيذ العقوبة، وهذا القانون لا يتم تطبيقه على مئات المرضى والمسنين في السجون المصرية في الوقت الحالي .
فعلى سبيل المثال هناك العديد من الحالات التي توجد بالسجون المصرية ومعظمها لمعارضين مصريين يعانون من وضع السجون المعقد مع بداية شهر رمضان المعظم.
ويمكننا القول بأن المرشد السابق العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع (76 عاما)، تنطبق عليه كل هذه الصفات فهمو متواجد بمحبس انفرادي بسجن مزرعة طرة، وهو المنفى أو السجن المجرد من شتى وسائل الحياة، فضلاً عن منع الزيارة عنه لمدة أربع سنوات متواصلة، إضافة إلى منعه من مقابلة محاميه .
وبحسب ما أوردت وسائل إعلام مصرية فإن بديع يعاني من تآكل في الغضاريف وكسر قديم في العمود الفقري، ولا يستطيع الجلوس على الأرض ولا النهوض منها إلا بالاستناد إلى الكرسي، كما أنه ولا يستطيع السجود أو حتى الركوع فكان يصلي على كرسي قبل أن يسحبه السجانون منه .
نماذج متعددة
وأيضاً يواجه السياسي المصري البارز عبد المنعم أبو الفتوح ثمانية وستين عاماً، ورئيس حزب “مصر القوية” والمرشح الرئاسي السابق، منذ اعتقاله في 14 فبراير/ 2018، انتهاكات عديدة في سجنه رغم مرضه .
ومن المتعارف فإن عبد المنعم أبو الفتوح يعاني من عدة أمراض تزداد سوءا مع الظروف المتدنية داخل السجن، بالإضافة إلى التعنت من قبل إدارة السجن في تقديم الرعاية الطبية أو نقله إلى مستشفى خارج السجن .
وتقدمت هيئة الدفاع عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بسبب وضعه الصحي في 27 يونيو 2019، ببلاغ إلى النائب العام تحت رقم 8840 لسنة 2019 عرائض النائب العام، للمطالبة بالتدخل العاجل لإنقاذه من الإهمال الطبي المتعمد داخل محبسه بسجن المزرعة بطرة، بما يخالف كلاً من قانون تنظيم السجون ولائحته .
وتعرض المرشح الرئاسي السابق إلى أزمتين قلبيتين على مدار يومين متتالين وهو في السجن، حيث كانت الأولى داخل محبسه في زنزانة انفرادي بسجن المزرعة بطرة ونجى منها بإعجوبة .
والثانية كانت في حضور ضباط الأمن الوطني والمباحث، بعد نقله من سجن المزرعة إلى سجن شديد الحراسة (2) بطرة، أثناء استعداده لزيارة ذويه .
ويعاني عبد الفتوح أيضا من تضخم في البروستاتا، وكان قد تقرر إجراء عملية جراحية له قبل القبض عليه في فبراير من العام 2018، وهو ما لم يحدث حتى الآن .
تخابر مع قطر
وكان المعتقل جهاد الحداد (39 عامًا)، ابن القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عصام الحداد، المعتقل في سجن العقرب شديد الحراسة قد تعرض أيضاً لنفس موقف المعتقلين السابقين .
ويسجن الحداد في العقرب والذي يعرف بـ”غوانتنامو مصر”، والمعتقل على ذمة قضية دبرت له بينما كان مسجونًا على ذمة قضيتي التخابر مع قطر وغرفة عمليات رابعة.
وأصيب الحداد بقطع في الغضروف الهلامي الأمامي للركبة، داخل محبسه بسجن طرة شديد الحراسة، المعروف إعلاميًا بـ”سجن العقرب”، ما أفقده القدرة على الوقوف أو الحركة، وذلك لشدة الآلام التي يتعرض لها وعدم إمكانية تناول المسكنات لارتفاع إنزيمات الكبد منذ ما يقرب من عام .