أوكرانيا : لن نسمح لإيران بالتهرب من مسؤوليتها عن إسقاط طائرتنا
رفضت أوكرانيا الأربعاء، تقرير إيران حول حادثة إسقاط طائرتها معتبرته أنه “محاولة سياسية من طهران لإخفاء الأسباب الفعلية لإسقاط الطائرة”.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، اليوم، إن “بلاده لن تسمح لإيران بإخفاء الحقيقة”، معتبراً أن تقرير طهران هو مجرد “محاولة سياسية مشبوهة لإخفاء الأسباب الحقيقية لإسقاط الطائرة”.
وأضاف كوليبا: “ما رأيناه في التقرير المنشور اليوم ليس أكثر من محاولة ساخرة لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تحطم طائرتنا”، مشدداً على أن على أن العدالة ستتحقق لا محالة.
وتابع كوليبا قائلاً: “لن نسمح لايران بإخفاء الحقيقة ولن نسمح لها بالتهرب من المسؤولية عن هذه الجريمة“.
وأرجع التقرير النهائي لهيئة الطيران المدني في إيران، في وقت سابق اليوم، سبب إسقاط طائرة ركاب الأوكرانية، إلى خطأ من مشغل للدفاعات الجوية، بحسب وكالة رويترز.
وأضاف التقرير: “اعتُبرت الطائرة هدفاً معادياً بسبب خطأ من مشغل للدفاعات الجوية قرب العاصمة الإيرانية طهران، وأُطلق صاروخان عليها”.
يذكر أن طائرة أوكرانية كانت تحمل الرحلة رقم PS-752، تم إسقاطها بصاروخين على الأقل من صواريخ الحرس الثوري، بالقرب من طهران يوم 8 يناير (كانون الثاني) عام 2020، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، وعددهم 176 شخصًا، بمن فيهم مواطنون من إيران وكندا وأوكرانيا وبريطانيا وأفغانستان.
وفي فبراير عام 2020، كشفت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، تسجيلات سرية أوضحت حقيقة سقوط الطائرة الأوكرانية المنكوبة على الأجواء الإيرانية في الثامن من يناير الماضي.
ونشرت وكالة (سبوتنك) للأنباء الروسية، نقلًا عن الصحيفة الأمريكية، محادثة سرية دارت بين مراقب الحركة الجوية الإيرانية وطيار إيراني في طائرة كانت تطير بالقرب من الطائرة الأوكرانية المنكوبة، والتي تظهر لأول مرة أن السلطات كانت تعلم منذ الوهلة الأولى أن الطائرة تم إسقاطها بصاروخ خاطئ.
وقام التلفزيون الأوكراني الرسمي ببث تلك التسجيلات، التي أكد على صحتها رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي.
كما اعترف كذلك رئيس فريق التحقيق الإيراني، حسن رضايفار، بصحة التسجيل وأنه تم تسليمه إلى المسؤولين الأوكرانيين، لكنه لم يكن مسموحًا بتداوله في الإعلام.
وتوضح التسجيلات المحادثة التي دارت باللغة الفارسية، بين وحدة تحكم الحركة الجوية وطيار إيراني يقود طائرة من طراز “فوكر 100” لصالح شركة طيران “آسمان” الإيرانية في طريقها من مدينة شيراز جنوبي إيران إلى طهران.
ويقول الطيار في التسجيل لبرج المراقبة: “أرى سلسلة من الأضواء، إنها مثل…. نعم، إنه صاروخ، هل هناك خطأ ما؟”.
ثم يسأل برج المراقبة مرة أخرى “لا لم يصبني شيئا؟ على بعد كم ميل؟ أين اتجه؟”.
ثم يكرر الطيار في رسالة أخرى أنه رأى النور بالقرب من مدينة بيام، المكان الذي أطلق منه صاروخ “جارد تور إم-1” الذي ضرب الطائرة الأوكرانية.
وقال الطيار في رسالته الثانية:
“إنه ضوء صاروخ، ألم تروا شيئا حتى الآن؟”.
وأضاف قائلاً: “عزيزي المهندس الموجود في البرج، لقد كان انفجارا، لقد رأيت ضوءا كبيرا جدا هنا، لا أعرف حقا ماذا كان هذا”.