امريكا تقود محادثات أزمة في السودان..رسالة أكثر صرامة من سابقاتها توجهها الولايات المتحدة

0

الولايات المتحدة تقود محادثات أزمة في السودانرسالة أكثر صرامة من سابقاتها توجهها الولايات المتحدة إلى الجيش السوداني نتيجة العنف الذي تشهده البلاد والذي تحوّل إلى مصدر إحراج للدول الغربية.الخرطوم- وصل مبعوث أميركي إلى السودان الأربعاء لإجراء محادثات أزمة، وسط تصاعد التوقعات بصدور رد قوي من جانب الولايات المتحدة على الاضطرابات والعنف اللذين تشهدهما البلاد، فيما قال الائتلاف الحاكم السابق بالسودان الثلاثاء إن المشاورات الأممية التي تجرى حاليا بالبلاد تلقت “ضربة قاصمة”.

وتأتي زيارة المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية مولي في، في وقت توقفت فيه الأنشطة في معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وقامت الكثير من الأعمال بإغلاق أبوابها وانتشرت المتاريس في الشوارع في إطار دعوات إلى عصيان مدني، بعد سقوط المزيد من القتلى في احتجاجات مطالبة بحكم مدني الاثنين. وقُتل ما لا يقل عن 71 شخصا وأصيب نحو 2200 منذ أطاح الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي بالحكومة المدنية السودان يشهد تحركات إقليمية ودولية مع استمرار الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد ودخلت شهرها الثالثونقلت مصادر سودانية عن مسؤولين غربيين القول إن العنف الذي تشهده البلاد منذ أسابيع يمثل مصدر إحراج للدول الغربية، التي أصرت على أن الجيش يمكنه أن يلعب دورا بناء بعد الانقلاب.

وإضافة إلى العنف المفرط في قمع المتظاهرين السلميين، اصطدمت المبادرة الأممية لحل الأزمة السودانية بعقبة جديدة، على إثر إعلان قوى الحرية والتغيير مراجعة تقييمها للانخراط فيها.وقال الائتلاف الحاكم السابق بالسودان الثلاثاء إن المشاورات الأممية التي تجرى حاليا بالبلاد تلقت “ضربة قاصمة”، داعيا إلى تكوين “آلية دولية”، لتطوير “عمليّة سياسية ذات موثوقيّة”.وفي الثامن من يناير الجاري، أعلنت البعثة إطلاق مشاورات “أولية” لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية لحل أزمة البلاد، وأجرت لقاءات مع قوى إعلان الحرية والتغيير والحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني ولجان المقاومة ومجموعات نسائية وقوى المجتمع المدني.ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، يفور السودان باحتجاجات، ردا على إجراءات “استثنائية” اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية “انقلابا عسكريا”، في مقابل نفي الجيش.

وقال التحالف في بيان إنه أرسل رسالة الثلاثاء لاجتماع “أصدقاء السودان”، الذى انعقد بالرياض الثلاثاء. وأوضحت رسالة التحالف أن “المشاورات الأوليّة التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة المتكاملة بالسودان، قد تعرّضت لضربة قاصمة بواسطة سلطة الانقلاب”، دون توضيح تفاصيل بشأن ذلك.وطالبت “المجتمعين بدعم مطلب تكوين آليّة دوليّة رفيعة المستوى تكون مقبولة للشعب السوداني ومتوافقة مع تطلعاته”. وشددت على أهمية أن تساعد تلك الآلية في “تطوير عمليّة سياسيّة ذات موثوقيّة، تنهي الوضع الانقلابي كليا وتؤسس إطارا دستوريا جديدا يحقق مطلب السلطة المدنيّة الكاملة”.ديفيد ساترفيلد يحمل ردا قويا من جانب الولايات المتحدة على الاضطرابات والعنف اللذين يشهدهما السودانوبحسب بيان صادر عن الخارجية السعودية، اجتمع ممثلو ملتقى “أصدقاء السودان”، بمقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض، لبحث جهود الانتقال السلمي السياسي، دون أن يصدر إشارة بشأن تلك الرسالة.وتأسس “ملتقى أصدقاء السودان” في 2018، كمجموعة من الدول والمنظمات العربية والدولية الملتزمة بالتنسيق للدعم السياسي والاقتصادي للسودان.

ويشهد السودان تحركات إقليمية ودولية مع استمرار الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد ودخلت شهرها الثالث. وطُرحت ست مبادرات على رأسها المبادرة الأممية، بالإضافة إلى مبادرة الهيئة الحكومية “إيغاد” ومبادرة الاتحاد الأفريقي وأخرى من جنوب السودان.ومحليا، برزت مبادرتان محليتان مؤخرا، هما خارطة طريق من حزب الأمة القومي، ومبادرة مدراء جامعات سودانية. وفي الحادي عشر من يناير الجاري، طرحت الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا “إيغاد” مبادرة لتسهيل الحوار بين كل الأطراف لإيجاد حل جذري للأزمة السودانية.ولم تعلن “إيغاد” بعدُ تفاصيل مبادرتها، لكن رئيس بعثتها لدى السودان عثمان حسن بليل أجرى لقاءات مع أعضاء في مجلس السيادة وبعض القوى السياسية بشأن مبادرته.وذكر بليل أن مبادرة “إيغاد” تسعى إلى المساهمة في تجاوز الراهن السياسي الذي يمر به السودان، وإمكانية تبني مفاوضات برعاية “إيغاد” مع أطراف العملية السياسية في البلاد.والسبت الماضي، وصل مبعوث الاتحاد الأفريقي أديوي بانكولي، مفوض الشؤون السياسية والسلم بالأمن الأفريقي، الخرطوم، حاملا رسالة إلى البرهان تتعلق برؤية الاتحاد الأفريقي حول التطورات السياسية وسبل الخروج من الأزمة.

وشدد المبعوث الأفريقي على استعداد الاتحاد لدعم التوافق من أجل تحقيق الانتقال السياسي بالسودان، وأكد التزامه بالتشاور مع الحكومة وأصحاب المصلحة وكل مكونات المجتمع، بغية الوصول إلى حل سياسي سلمي قابل للتنفيذ.وأشار إلى حرص الاتحاد على التواصل مع جميع الشركاء الدوليين والمجتمع الدولي، للوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية من دون تجاوز دور الاتحاد الأفريقي.وكان الاتحاد قد رعى مفاوضات بين المدنيين والعسكر عقب عزل الرئيس عمر البشير في أبريل 2019، والتي توجت بتوقيع الوثيقة الدستورية في أغسطس 2019 بين المكوّن العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقا).وفي السادس من يناير الجاري، وصل إلى الخرطوم مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك، وقال إنه يبحث سبل الوصول إلى اتفاق إطاري مع رئيس مجلس السيادة ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”.◄ العنف ضد المتظاهرين يمثل مصدر إحراج للدول الغربية التي أصرت على أن الجيش يمكنه أن يلعب دورا بناء بعد الانقلابوقال مبعوث رئيس دولة جنوب السودان، ومستشار شؤون الرئاسة كوستيلو قرنق، إن زيارته لمقر البعثة الأممية بالخرطوم تأتي “بتكليف من الرئيس سلفاكير، لمعرفة تطورات أوضاع الانتقال السياسي في السودان وطرح المساهمة المتوقعة من دولة جنوب السودان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.