انتقادات قوى الحرية لـحمدوك.. البحث عن مبررات الفشل

أقرت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي باخطاء في تجربتها في الحكم في الورشة التي انعقدت الاسبوع الماضي، غير ان الملفت كان الانتقادات التي طالت رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك على لسان اكثر من متحدث، الامر الذي كان بمثابة تحميل للرجل الفشل الذي لحق بتجربة مركزي الحرية والتغيير التي كانت الحاضنة السياسية الحاكمة آنذاك، قبل قرارات رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان في اكتوبر من العام الماضي.
ماذا قالوا عن حمدوك؟
وخرجت صحف الامس بانتقادات عنيفة من وزير المالية الاسبق ابراهيم البدوي لرئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، محملاً الاخير سبب خروجه من التشكيل الوزاري. وبحسب البدوي الذي كان متحدثاً في ورشة تقييم المرحلة الانتقالية ان سبب خروجه من التشكيل الوزاري لم يكن بسبب خلافه مع قوى الحرية والتغيير وانما لخلاف مع حمدوك حول دور وسلطات وصلاحيات وزير المالية، وانه تفاجأ عقب عودته من رحلة خارجية بقرار تشكيل لجنة طوارئ اقتصادية برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو.
والاتهامات والانتقادات خلال الورشة طالت حتى مكتب حمدوك، حيث كان وزير الصناعة مدني عباس مدني قد اتهم شخصيات بمكتب رئيس الوزراء السابق بتحريض لجان المقاومة على قوى الحرية والتغيير لعزلها واضعافها والاستئثار بالسلطة، وعلى ذات النهج سار القيادي بقوى الحرية طه عثمان اسحاق واتهم مجموعات لم يسمها داخل مكتب د. عبد الله حمدوك بالسعي لابعاد القوى السياسية والانفراد بالمشهد السياسي، وذلك خلال ذات الورشة النقدية يوم الخميس الماضي.

واشار طه الى ان الاستهداف الذي تعرض له وزير الصناعة السابق مدني عباس خلال فترته بالوزارة كان نتاج تأليب المجموعات المدنية داخل مكتب حمدوك للجان المقاومة، وذلك بغرض اضعافها والاستيلاء على السلطة.
طه عثمان ذكر أيضاً أن تشكيل مجلس الشركاء كان بسبب اجتماع البرهان ونتنياهو حينما اخبرهم رئيس الوزراء بانه لم يكن على علم بهذا اللقاء، ولكن بعد ان اجتمعوا بالبرهان بالقصر الرئاسي اكتشفوا ان حمدوك كان على علم بالزيارة، وان مجلس الشركاء تم تشكيله لسد الفراغ السياسي الناتج عن غياب الحرية والتغيير من الحكومة.
نظام بشخصيات محددة
الخبير والمحلل السياسي د. صلاح الدومة انتقد الورشة وقال ان اعدادها لم يكن جيداً، واضاف خلال حديثه انها عقدت لتبرير الفشل للرأي العام، مبدياً استغرابه من الانتقادات التي طالت حمدوك خلالها، وقال ان الرأي العام حتى اليوم مازال يشيد بفترة رئيس الوزراء والانجازات التي تحققت في عهده، وتابع قائلاً: (من انتقدوا حمدوك هم الفاشلون، وعايزين يبرروا ويجعلوا الرجل شماعة خاصة وزير الخارجية مريم الصادق)، وقال ساخراً: (الورشة التي تم عقدها لم تكن لنوايا حسنة، وهي تبريرية في المقام الاول للذين فشلوا، وكأنهم يخاطبون الرأي العام ويقولون له أدونا الفرصة في الحكومة الجديدة لأننا فشلنا بسبب جهات أخرى).
وحمل الدومة فشل تجربة قوى الحرية والتغيير في الحكم للدولة العميقة على حد تعبيره، وذلك لفرضهم على الرجل شخصيات محددة بالمؤسسات، ورغم ذلك نجح الرجل في اختراق العلاقات الخارجية، وكذلك جلب منح وقروض ورفع الحظر عن السودان.

أهم ورشة
وبالمقابل فإن الخبير والمحلل السياسي عبد الرحمن خريس يرى أن الفعالية كانت من أهم الورش التي انعقدت في الفترة الانتقالية باعتبارها نقداً ذاتياً لتجربة حكم، غير ان خريس يرى انها كانت ناقصة، وذلك لأن من قدموا الاوراق وناقشوا جهة واحدة وشخصيات شاركت في الحكم، وانه كان من الافضل ان يتم الاتيان باكاديميين ومختصين بعد تقديم معلومات وارقام من المسؤولين والوزراء الذين شاركوا في الحكم بتلك الفترة.
وتأسف محدثي على توقيت الورشة وقال انها فقدت معناها لجهة انها جاءت في زمن اعقب نهاية تجربتهم، ولو كانت اثناء فترة قوى الحرية كحاضنة سياسية لكانت ابلغ وافضل، واشار إلى أن الانتقادات التي وجهت لرئيس الوزراء ليست منطقية، لجهة ان حمدوك نفسه خرج للاعلام وقال ان الحرية لم تسلمه اي برنامج اقتصادي، الأمر الذي يقودنا الآن لنتساءل كيف عملت الوزارات في تلك الفترة واين برامجها ولماذا لم يتم الاعتراض على حمدوك وسياساته حينها من قبل الذين انتقدوه، ام انهم خافوا على فقدان كراسيهم؟

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.