تسريبات تكشف عمالة مكتب حمدوك وتصرف الأموال بغرض نزع القرار السيادي

ولتأكيد التبعية المباشرة فإن على مكتب رئيس الوزراء إرسال تقارير شهرية عن المهام التي تم إنجازها من بين القائمة أعلاه ، وبالطبع فإن هناك صيغة متفق عليها لكتابة هذه التقارير حتى يسهل إدخالها في بنوك المعلومات وتحليلها .
وتحتوي وثيقة المشروع على بيانات كثيرة متنوعة يجدر بالصحف ووسائل الإعلام التوفر على ترجمتها ما دام مكتب رئيس الوزراء السابق يود الاحتفاظ بها سراً وبالرغم من قيام الاتحاد الأوروبي بنشرها وفق نظمه ، فإن مؤسسات وزارة الإعلام ، ووكالة سونا، والتلفزيون والإذاعة القوميين قد استنكفوا عن تناولها وتقديمها للرأي العام حتى يعرف من يحكمه .
وتشير الوثيقة إلى أن خطر تشبث العسكريين بالسلطة يظل خطراً ماثلاً بصورة كبيرة، وأن على الاتحاد الأوروبي تقوية المدنيين والحرص على الحفاظ على التوازن بين الطرفين، إضافة إلى الحذر من تدهور الوضع الاقتصادي بصورة كبيرة بحيث لا يمكن استخدام ذلك كذريعة للانقضاض على السلطة، وهو ما يفسر قيام الصناديق الدولية بتوفير مبلغ قد يصل إلى المليار ونصف المليار دولار عن طريق برنامج الغذاء العالمي لتوزيعها على المواطنين بشكل مباشر ، بحيث لا تتحقق الاستفادة العامة من هذه المبالغ في تمويل مشروعات تنموية تدر دخلاً وتوفر وظائف، لكنها قد تنجح في تخدير المواطن ومنعه من التظاهر بغية إسقاط الحكومة .
وقال البندر انه من الواضح أن المجتمع الدولي (الغرب) كان يعمل وفق استراتيجية من خطين متجانسين تضمن الأولى تقوية الحكومة المدنية المضمونة الولاء برئاسة حمدوك وتحييد العسكريين (البرهان وحميدتي) لحين انتهاء المرحلة الأولى من خطة السيطرة. إذا نجحت المرحلة الأولى سيتم إعلان المرحلة الثانية وهي تفكيك تحالف المصلحة الحالي بين القوتين العسكريتين (الجيش والدعم السريع) لصالح أحد الطرفين أيهما أكثر قبولاً بمشروع التحالف مع عبد العزيز الحلو، واصطفافهم خلف قيادة عسكرية بديلة.
ويضم المشروع فقرات عن المساواة الجندرية والحكم الراشد ومعالجة آثار التحول المناخي وغيرها من أدبيات العبث الدولية لكن الأهم بعد ذلك هو آليات التقييم والمراجعة حيث يحق للممول إرسال بعثات منتظمة للتفتيش والمراجعة وفق نظمها، وهذا يعني بشكل صريح حق هذه البعثات في الاطلاع على الوثائق واستجواب العاملين بشكل لا تحفظ فيه.
بالارقام. وحسب البندر تمت الموافقة على مشروع الاتحاد الأوروبي لدعم مكتب رئيس الوزراء في السودان بتكلفة تبلغ 7 ملايين يورو مخصومة على “الصندوق الإئتماني الطارئ للاستقرار ومخاطبة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والنازحين في أفريقيا” ويمكن للقارئ أن يلاحظ الفرق بين الاسم البراق هنا والمهمة المقصودة. وحملت وثيقة المشروع إشارات بأن هدف المشروع هو التنمية بالمشاركة وجودة الحكم للحصول على السلام والعدالة والمؤسسات القوية.
وذكرت الوثيقة أن الهدف الكبير للمشروع هو المساهمة في الانتقال الديمقراطي في السودان، بينما الهدف الخاص هو تقوية مكتب رئيس الوزراء السابق ، ولم تنس الوثيقة أن تؤكد أن هذا المشروع أتى استجابة لطلب مكتوب من رئيس الوزراء السوداني.
🤔🤔 ترى هل تصرف الدكتور حمدوك في هذا الأمر بموجب قرار من مجلس الوزراء الذي يرأسه وبالتشاور مع وزارات الخارجية والمالية وشؤون مجلس الوزراء والأجهزة ذات العلاقة أم تصرف -كعادته- من وراء ظهر مؤسسات الحكومة الانتقالية، بذات الطريقة التي طلب بها تشكيل بعثة من الأمم المتحدة وهي التي تم تشكيلها تحت اسم يونيتاميس وباشرت أعمالها بالفعل؟
وأكدت وثيقة المشروع على أنه يأتي متسقاً مع خطة فاليتا “خطة أوروبية لمواجهة الهجرة إلى بلدانها تم التوصل إليها في عام 2015 وتم بعدها اعتماد السودان كشريك مع الاتحاد الأوروبي في الخطة”، وأضافت الوثيقة أن الهدف الاستراتيجي للخطة هو جودة الحكم، ودرء الصراعات، وتخفيض النزوح القهري والهجرة غير النظامية، وبالطبع لم توضح الوثيقة كيف يمكن لل7 ملايين يورو التي سيتم إنفاق جزء منها لاحقاً ضمن منظومة للفساد الإداري والمالي أن
تحقق هذه الأهداف •

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.