توتر كبير في لبنان.. تزايد أعداد الجريمة ووضع اقتصادي متهالك
يعاني لبنان من الكثير من الأزمات التي القت بظلالها على الشارع اللبناني، إذ أصبح العثور على القوت اليومي بالنسبة للمواطنين في بعض المناطق الطرفية أمر بالغ التعقيد في ظل غلاء السلع الاستهلاكية والتي ترتفع مع أنخفاض الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية الأخرى .
معاناة كبيرة
وعملت الأزمة المالية التي اجتاحت لبنان منذ العام الماضي على تقليص عدد كبير من الأسر على التكيف في الوقت الذي انهارت فيه العملة المحلية، ولا تقوم الدولة بمساعدة تذكر، إذ أن الحكومة منشغلة بالبحث عن وسائل ناجعة لأجل توقف التدهور الاقتصادي .
وأوضح العديد من المختصين في الشأن اللبناني في الأيام القليلة الماضية بأن البلاد لم تشهد معاناة كالتي تحدث الآن منذ الحرب الأهلية التي أندلعت في البلاد بين عامي 1975 و 1990 .
وعانت لبنان من تلك الحرب كثيراً، إذ تشرد الآلاف وقتل المئات في وقت كانت البلاد تعيش حالة من الفوضى الخلاقة والتي جعلت الكثير من اللبنانيين يلجأون إلى الدول المجاورة من أجل البحث عن ملاذ آمن لهم ولأسرهم على حد سواء .
وفي العام الحالي 2020 وتحديداً في الشهور الأولى منه وبحسب ما أوردت شركة الأبحاث الدولية للمعلومات في بيروت بناء على بيانات الشرطة في البلاد، فقد تضاعفت نسبة الجرائم بشكل كبير لا سيما جرائم القتل مقارنة بالعام الماضي.
وأوضحت شركة الأبحاث بأن سرقة السيارات في البلاد أصبحت ظاهرة واضحة للعيان مقارنة بالشهور الأولى أيضاً من العام الماضي، حتى تجاوزت نسبة الـ 50% .
توتر متوقع
ومع أزدياد أسعار المواد الغذائية المستوردة يتزايد الخوف من وقوع اضرابات في بلد يضج تاريخه بالنزاعات القبلية والمشاكل الطائفية .
وكان تقرير أعده برنامج الأغذية العالمي في يونيو الحالي يفيد بأن 50 % من اللبنانيين وكذلك 63% من الفلسطينيين و75 % من السوريين المقيمين في لبنان شعروا بالخوف من عدم الحصول على ما يكفي لسد حاجتهم من الطعام في الشهر الأخير .
واستهدفت الاحتجاجات المتواصلة النخبة الحاكمة والبنوك التي جمدت مدخرات المودعين في الوقت الذي أصبح فيه الدولار عملة نادرة في لبنان .
وعملت بعض البنوك على إقامة حواجز معدنية لحمايتها من الاعتداء وحذت حذوها المتاجر الفاخرة في وسط بيروت .
الجدير بالذكر أنه وفي وقت سابق من الشهر الجاري تم العثور على مدير بأحد البنوك اللبنانية الكبرى مقتولاً بالقرب من بيته في إحدى ضواحي بيروت رغم أن الدافع وراء الجريمة لم تتضح حتى الآن .
ويتخوف اللبنانيون من فترات مظلمة قادمة في بلادهم، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة فعلية إذا لم تستطع الحكومة العثور على حلول للأزمات التي تواجه البلاد في الوقت الحالي .