خيانة حمدوك للثوار الذين وثقوا فيه وخائن للسودان
خيانة حمدوك للثوار الذين وثقوا فيه كانت قاسية عليهم، ربما أقسى حتى من إنقلاب ال25 من أكتوبر المنصرم. فقد جاءهم الخبر وهم فى الشوارع يهتفون ويرفعون الشهيد تلو الشهيد، وبعضهم كان يحمل صورة حمدوك ذات نفسه ملوحا بها ويهتف واسموه المؤسس و المنقذ وشكروه بالشعار المشهور شكراحمدوك قبلا!
- ولكن حدث الذى لم يتوقعوه، فقد باعهم حمدوك بثمن بخس، باع دمائهم التى لم تجف من الطرقات والساحات، باع ثقتهم وحلمهم الثوري الجميل بوطن لا يقتل أو يُظلم فيه احد، باع حريتهم التى ينشدون، باع املهم بعدالة لدم إخوانهم واخواتهم الشهداء.. حمدوك باع كل شيء للامريكان والقتلة.. إضافةً إلى الفلول والطفيليين والانتهازيين من الفلول وميليشيات الحركات المسلحة.
- كمية مهولة من الإحباط فى الشارع السوداني الذى لم يكن ليتوقع الذى حدث، بعد كل هذا الموت والرفض، بعد كل هذه التضحيات، لم يتوقع أن يغدر به رئيس وزرائه الذى تفائل فيه خيرا. فقد كان يمكن لحمدوك ان يصبح بطلا، وهو الذى لا يملك اى رصيد نضالي فى كل تاريخه، كان يمكن له أن يصنعه. ان يكون المنقذ فعلا ان لم يكن بهذا الغباء. فهو وإن كان قد ظل عشرة أعوام فى السجن أو إقامته الجبرية، كان سيخرج فى النهاية متوجا ومرفوعا على أكتاف الثوار والشعب السوداني كله، ولكنه اختار الموت السياسي والأخلاقي والتاريخي، أختار النهاية التى لم يتمناها اى أحد يملك بعض غيرة وبعض إرادة منفردة وثورية وقيادية حقة.
- إن أى حديث عن الخيانة التى قام بها حمدوك فى وضع يده مع العساكر القتلة، أو التبرير لها انها حقن للدماء مثلا، أو أنها تكتيك حمدوكي السياسة أو أنها المخرج أو الخ الخ. هو عاطفة مُغيبة نتاج الصدمة والإحباط وعدم تصديق هذا البيع الرخيص للسودان ومستقبلة الذى الآن أصبح رهين المجهول.
- ان حمدوك خائن وعميل، ولا يشبه الثورة ولا حركة الشارع ولا يشبه السودان . فهو مُوظف غبي يتم استخدامه من السفراء ودول المحاور، والدول الغربية المسماة فى مجملها ” بالمجتمع الدولي”.
ان شخصية حمدوك الضعيفة، وضعف ثوريته ومواربته، هى من جعلته مرغوب للكل هذه المحاور لكي يحدث استقرار نسبي حتى لو بالقمع والموت من أجل مصالحهم فى السودان ولكي يكون لقمة سائغة، وبقرة حلوب دون رقيب أو عتيد، وكانت شخصية حمدوك المهزوزة والغيبة هى الخيار الأفضل ولا سيما انه يحظي ببعض القبول من الفلول ومناضلين المساومات من القوة السياسية.
ان ما فعله حمدوك هو طعن بخنجرٍ مسموم على خاصرة الثورة، ليس فقط فى شرعنتهُ للإنقلاب الذى وجد تأييده بعد التوقيع من المجتمع الدولي الذى افترضناه أنه يقف مع الشارع، بل فى تصعيب طرق الحل وإنجاز أهداف الثورة. فلسوف يتم قمع الثوار الآن اكثر، وقتلهم بدم أكثر برود، والتشنيع بهم، وفعل كل شىء من السلطة الانقلابية بدعوى الحفاظ على الدولة المدنية المزعومة بقيادة الخائن حمدوك عميل الغرب.
وبهذا فحمدوك وبمشاركته للقتلة والمجمرمين الذى كان يجب ان يتقدموا لمحاكمات بسبب اجرامهم فى استسهالهم دماء السودانيين وتقويض النظام الدستوري. أصبح هو نفسه جزء من هذه الجرائم والمنظومة، وماتوا بعد توقيعه فقط شهيدين فى مواكب 21نوفمبر. وبهذا فهو مجرم ، حين تنجح ثورتنا وتحقيق شعارها فى العدالة.. سوف يحاسب حمدوك على قتل المتظاهرين وهو رئيس الوزراء. - الآن، وفى ظل كل هذه الفوضى، يتسائل الشارع والثوار عن الحلول التي قامت خطوة حمدوك بتقويضها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.