صراع الحرية والتغيير مع الحزب الشيوعي تحسمه أموال الغرب

تعاقبت الحكومات المدنية والعسكرية على قيادة الفترة الإنتقالية في السودان بعد سقوط نظام الإنقاذ قبل ثلاثة أعوام، ولم تنجح أي حكومة حتى الأن بتصحيح المسار وجلب الإستقرار المفقود منذ سنين على البلاد، فالصراعات السياسية أجهضت كل المحاولات  الساعية للاستقرار السياسي، حتى بعد إعلان البرهان نيته تسليم الحكومة للشق المدني، فالخلافات بين المكونات المدنية ستكون العائق أمام الإتفاق على رئيس جديد للوزراء.

تسعى قوى الحرية والتغيير الممثلة بالأحزاب الأربعة الكبرى للسيطرة على السلطة، ويدعمها في ذلك المجتمع الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وللوصول لهذا الهدف تعمل هذه الأحزاب على إقصاء جميع القوى المدنية الاخرى  بما فيها الحزب الشيوعي وتحالفاته.

تقول التقارير وبعض التصريحات الرسمية أن الحزب الشيوعي تحالف مع الحركات المسلحة وبعض الأحزاب ضد كل من القوى العسكرية والمدنية، وعلى الرغم من أن الحزب الشيوعي دعى الجميع للجلوس وتكوين تحالف جديد الا ان الحرية والتغيير رفضت الجلوس معهم على طاولة واحدة، وهذا يؤكد رغبة الأحزاب الأربعة بالإنفراد بالحكومة المستقبلية للسودان.

الحزب الشيوعي لا يعتبر الولايات المتحدة الأمريكية صديقًا أو داعمًا للإنتقال الديمقراطي، وهذا لا يتلاقى مع مصالح أحزاب الحرية والتغيير، الذين يعتبرون واشنطن الداعم الأول لهم والضامن الوحيد لوصولهم الى كرسي الحكم مرة أخرى، وهذا المرة دون شراكة مع العسكر، بل مع وجود ضمانات إضافية بإضعاف القوات العسكرية عن طريق ما يسمى بإعادة هيكلة القوات المسلحة.

ويلعب الدعم الغربي دورًا رئيسيًا في تحديد مستقبل السودان، وتعتمد قوى الحرية والتغيير بشكل مباشر على أموال الغرب في تحقيق أهدافها ومجابهة خصومها إن صح التعبير.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.