لجان المقاومة (ديكتاتور) يترعرع
♦️خارج إطار التباكي على عدم حدوث وحدة قوى الثورة حتى يومنا هذا ، جراء ما يواجهها من صعوبات وعراقيل ، وبعيداً عن ما تعجُ به الوسائط والمنابر من تحليلات ورؤى ، أحياناً تستنكر تأخُّر وحدة قوى الثورة وأحياناً أخرى تُبرِّر عدم إنجازها بالكثير من المُبرِّرات التي أعتبرها في وضعنا (الحالِك) هذا ، لا عنوان لها سوى (المماطلة بالتُرَّهات) ، وجب علينا أن نخرج من خلف ستار الحياء والمجاملة الكذوبة ونقول : أن الحزب الشيوعي السوداني ومعه بعض أحزاب اليسار المُتطرِّف قد سيطروا حين غفلة على كواليس صُنع القرار في فعاليات ومؤسسات لجان المقاومة ، ثم أصبحت اللجان وتأثُّراً بالوضع السياسي الراهن الموصوف (بالإرتباك) غير قادرة على (الإنفكاك) من براثن الحزب العجوز ، وكل من يحاول ذلك داخلها يُواجه بالسلاح (الفتَّاك) المُتمثِّل في تُهمة (التآمر) على الثورة والإنحياز لمُخطَّط الهبوط الناعم ، وقد يصل الأمر إلى الإتهام بالتواطؤ مع قادة إنقلاب 25 أكتوبرضد مصالح الشعب السوداني.
لم يجد الحزب الشيوعي في غضون تاريخهُ الطويل في المعترك السياسي بالسودان (فرصةً) ذهبية كما وجدها الآن ، لُقمةً سائغة و(دسمة) مُتمثِّلة في لجان المقاومة ، إنطلاقاً من إستغلال (ضعف) الخبرة السياسية لأعضائها ، فضلاً عن عدم الإنتماء السياسي لمعظمهم ، فأغلبهم من فئات عُمرية لم يتسنى لها الحصول على أقل قدر من التجارب السياسية والتنظيمية ، هذا فضلاً عن الخطأ الكبير الذي إرتكبتهُ الأحزاب السياسية وقوى الحرية والتغيير عندما كانت (بعيدة) و(مُتعالية) و(مشغولة) عن التواجد الحقيقي في (شارع الشباب الثوري) على مستوى المشاركة الميدانية الفاعلة وكذلك على مستوى توسيع قاعدة المنافسة الإستقطابية منهجياً وفكرياً وتنظيمياً ، الحزب الشيوعي اليوم يستغل فرصتهُ الذهبية للتواجد فعلياً في أهم أركان المجتمع السوداني على مستواه السياسي والتنظيمي ، ألا وهو قطاع الشباب ، والأمرُ بالنسبة إليه لمن لا يعلم (أكبر) من مُجرَّد (التضحية) بدعم (توحُّد سياسي) يُفضي إلى إنجاح ثورة شعبية مصيرهُ فيها أن يكون في ذيل قائمة أحزابها المؤثِرة ، الحزب الشيوعي يُخطِّط لتأسيس دكتاتورية مؤدلجة تستقطب العدد الأكبر من السكان بهدف مُقارعة ومحاربة كل من خالفهُ رأياً أو فكراً أو منهجاً ، حتى لو كانت ثورة ديسمبر المجيدة التي بُذلت دونها الأرواح والدماء هي (القُربان والضحية).
المنهج (العدائي التخويني المُتطرِّف) الذي يؤطِّر لقرارات لجان المقاومة في إطار (مقاومتها) لمُخطَّط توحيد قوى الثورة ، هو إعلان عن ولادة (ديكتاتورية) جديدة يحميها التعصُّب الجماعي والشعارات الثورية السامية التي لا يستطيع أحد الإعتراض عليها لأنها ليست سوى مطالب وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة ، ولا لوم على الحزب الشيوعي فيما يتعلَّق بمُخطَّطاته الإستقطابية داخل قواعد لجان المقاومة من باب (الحشَّاش يملا شبكتو) ، فالحُرية في نشر الأفكار والمواقف وإستقطاب الأفراد والمجموعات لتبنَّيها هي الأصل في المبدأ الديموقراطي ، لكن يظل تقديم المصلحة الحزبية الضيِّقة على المصلحة الوطنية ، جُرماً وخيانةً عُظمى (للثورة) ومُكتسباتها ، بالنظر إلى وضعنا الحالي الذي أصبح فيه التحوُّل الديموقراطي مُهدَّداً بالكثير من العقبات والصعوبات والعداوات ، في مُقدمتها محاولات عودة فلول النظام البائد ، وفي أواسطها ورطة توافق قيادات الإنقلاب مع الحركات المُسلَّحة والدعم السريع ، وما يبدو في نهاياتها من تورُّط الحزب الشيوعي في صناعة ودعم تيار رافض أو مُماطل للإنخراط في مُبادرات وحدة قوة الثورة المُناهضة للإنقلاب والداعية إلى إسقاطه.
هيثم
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.