لجان المقاومة والأطباء.. سلمية الثورة تقود نحو نوبل للسلام

0

طرح السيناتور الديمقراطي كريس كونز، اسم لجان المقاومة السودانية، ولجنة أطباء السودان لجائزة نوبل للسلام، وقال كونز خلال جلسة مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأول، إن طرح الجهتين للأدوار العظيمة التي تقدم في السودان، في وقت أعلنت فيه لجان المقاومة تنظيم “4 “مليونيات خلال الشهر الجاري حيث قالت تنسيقية لجان المقاومة بالخرطوم إن المواكب ستنظم أيام “7 و14 و21 و28 ” فبراير الجاري، وأضافت أن بقية أيام الشهر ستشهد ما سمتها أشكال نضال أخرى، حسب ما ما تراه لجان المقاومة المحلية، ووجدت تصريحات كونز صدى واسعًا في السودان وقبولًا كبيرًا باعتبار أن لجان المقاومة، ولجنة أطباء السودان يستحقا الترشح لتلك الجائزة بالنظر إلى الأدوار الفاعلة التي يقومان بها منذ اندلاع الثورة المجيدة.

وشكلت لجان المقاومة السودانية الوقود الحيوي والترياق الناجع لعلاج أمراض السودان المستعصية بما تقدمه من عمل جماعي حقيقي قوامه حب الوطن وإعلاء رايته فوق كل الرايات الحزبية والجهوية والمناطقية والعنصرية، فضلًا عن كونها الجدارالمنيع الذي تتسكر عنده الأجندة الخاصة والأهداف الذاتية لشباب السودان، كما نجحت اللجان عبر بنائها الداخلي وهياكلها في التصدي والوقوف ثابتة أمام المحاولات المستمرة لوأد الثورة الظافرة والقضاء عليها وذلك من خلال الالتزام الأكيد بأهداف الثورة وتقديم الغالي والنفيس بغية الوصول إلى الغايات المنشودة والاستمرار في الالتزام بالسلمية وعدم الانجراف وراء الدعوات الرامية إلى جرها نحو مبادلة العنف بعنف والرد على ما تتعرض له اللجان وأعضاءها في الفترة الأخيرة، ولا تزال لجان المقاومة طبقًا لمراقبين، هي الأمل الكبير في ضخ روح الحراك الثوري العظيم الذي ظل ممتدًا منذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي.

وفي السياق ذاته لعبت لجنة أطباء السودان المركزية واحدة من أدوار كبيرة في قيادة الحراك الثوري والعمل على تطبيب الجرحى والمصابين. وقدم الأطباء التزامًا شديدًا من خلال القيام بواجبهم المهني والنقابي والثوري، ويقول القيادي بتجمع المهنيين مهند محمد حامد إن أعظم جائزة تنالها لجنة أطباء السودان المركزية هي هذا الكم من التقدير والاحترام وسط أهلها من السودانيات والسودانيين، وهو نتاج عمل كل طبيبة وطبيب على امتداد الوطن وخارجه، فلهم الحق بالفخر والاعتزاز بماصنعت أيديهم، وفي آخر موكب للجيش الأبيض يناير الماضي أكدت الكوادر الطبية بمختلف قطاعاتها دعوتها إلى ”القائمين الآن على السلطة وأطلقوا على أنفسهم حكام الدولة. وقالت الكوادر “نطالبكم بالتنازل والتنحي وتسليم الحكم إلى المدنيين بكل أدب واحترام المناصب”، ونوهوا إلى أنه لا يوجد عداء للمؤسسة العسكرية بل يوجد عداء للانقلابيين “المجلس السيادي”، الذي يتمسك الشارع برفضه وعدم التفاوض معه، ودعوا شرفاء الجيش، وكافة القوات النظامية أصحاب القضية الوطنية والعقيدة الوطنية في أدائهم المهني بالوقوف مع المواطنين والوطن لتجاوز هذه الأزمة السياسية.

وتعرضت لجنة الأطباء ولجان المقاومة بشكل عام لاستهداف ممنهج من قبل السلطات الأمنية في البلاد طيلة الأعوام الماضية حيث بلغ الأمر مداه خلال الأشهر الثلاثة الماضية عبر حملة الاعتقالات الممنهجة لأعضاء لجان المقاومة ، فضلًا عن محاولات مستمرة للنيل من لجان المقاومة وتغيير مسارها السلمي نحو العنف بالعديد من المؤامرات والدسائس حتى تفقد الثورة سلميتها وتعاطف العالم والمجتمع السوداني مع الثوار، وتحاول السلطة دمغ اللجان بالتسويق لخطاب يتعلق بعدم سلمية الثورة السودانية، عبرمخططات يؤكد مراقبون أنها بالية ولا تجد القبول وسط جماهير الشعب السوداني الذي خبر سلمية الثوار في كل المليونيات والمواكب خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، وتعهدت لجان المقاومة باستمرار سلمية الحراك الثوري وأن تظل عنوانًا عريضًا للسلمية، وتقول “بلا شك وراء احتفاء الإنسانية بالثورة هو أن السلمية هي السمة الملازمة لها، السلمية التي نكست بنادق الانقلابيين وآلة قمعهم، وعرّتهم وفضحتهم أمام العالم، وهي السلمية التي انتصرت قبلًا بسقوط نظامهم المخلوع، وما زالت تُسقط الطغاة والجبابرة، هي السلمية أقوى من كل ترساناتهم، وهي السلاح الأمضى ضد ما يدبرون”، ومعلوم بالضرورة أن الحراك الشعبي السلمي، ظل يضغط بقوّة العدد والإرادة والوحدة على السلطة العسكرية، من أجل تحقيق أهدافه في الحكم المدني وتأسيس دولة المواطنة والعدالة والسلام والحرية.

ويقول الخبير السياسي شمس الدين ضو البيت فيما يتعلق بمحاولة شيطنة لجان المقاومة وجرها نحو العنف في تصريحات سابقة له “إن المؤامرات والمخططات والمكايدات من قبل الأجهزة الأمنية لم تتوقف طوال العقود الثلاثة الحالكة من حكم نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وما تلاها من سنوات الفترة الانتقالية الحالية، إذ ظلت هذه الأعمال المشينة مستمرة، ولم تتوقف لحظة، فهذه الأجهزة كانت تستدرج المتظاهرين نحو العنف، إذ توحي ظاهريًا للرأي العام بأنها تقوم بحمايتهم، لكنها تقوم بغدرهم وإلصاق التهم في ما تسميه بالمندسين وسطهم، وهو نفس السيناريو الذي يحدث حاليًا في التظاهرات التي تندلع في الخرطوم ومدن السودان المختلفة منذ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر التي راح ضحيتها 63 قتيلًا، غير المئات من المصابين بإصابات مختلفة نتيجة استخدام الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية”.وأضاف ضو البيت “هذه الأجهزة الأمنية تبحث من خلال ما تحيكه من خطط مكشوفة عن شرعية لاستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، لذلك تجدها تختلق مثل هذه المسائل والحيل، لكن في المقابل ظل المتظاهرون على قدر من الوعي، فالتزموا بسلمية الثورة، ولم يجاروا قوات الأمن في العنف، الذي استخدمته ضدهم، لذلك فشلت كل محاولات إلصاق تهمة العنف والخروج عن السلمية بالمسيرات التي ينظمها المحتجون طوال هذه الفترة”، وتابع، “المجموعة العسكرية التي تسيطر على السلطة حاليًا ليس لديها شرعية سوى الاستمرار في الحكم أو مواجهة المتظاهرين، مؤكدًا أن مخطط إبعاد التظاهرات عن مسارها السلمي لن ينجح.

وأبان، أن “إنكار حدوث اغتيالات في التظاهرات يوضح أن الانقلابيين من المكون العسكري يقرؤون من نفس الكتاب الصادر أيام خمسينيات وأربعينيات القرن العشرين الماضي، وهي الفترة التي كانت تتم فيها الاغتيالات دون أن يكتشفها أحد، وتابع ، لكننا الآن في عصر ثورة الاتصالات فكل شيء يصل للناس في غرفهم، فهناك تكنولوجيا لديها القدرة على تسجيل البصمات، بالتالي لا يوجد شيء يمكن إخفاؤه، فالانقلابات كانت قبل منتصف القرن الماضي هي المسيطرة على الحقائق وتؤسس للفردية، بينما أصبحت الآن لا تستطيع ذلك حتى في الدول المتقدمة، حيث تظهر أي خروقات للعلن مباشرة، لذلك أي حديث عن وجود طرف ثالث يقوم بالقتل والعنف كلام ضعيف جدًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.