ما بين استقالة الفريق صديق وتراجعه عنها حزب الأمة القومي .. ماذا يجري بالداخل ..!
الناظر لراهن الحال بحزب الأمة القومي يتتبع بصورة واضحة ان ثمة تبايناً بالرؤى بين قياداته، خاصة بمواقف المكون العتيق في قضايا الساحة السياسية وليس بالخفي ان هنالك صراعاً بين مجموعتين بالامة القومي الذي بدأت اثار رحيل الامام تظهر جلياً على مساره السياسي .
صباح امس الاحد انتشرت انباء عن استقالة نائب رئيس حزب الامة القومي الفريق صديق اسماعيل ومغادرته البلاد وذلك بسبب احتجاجه على رفض المشاركة بحوار الالية الثلاثية الذي انعقد بـ السلام روتانا .
(1)
وبحسب ما نقلته المواقع الاخبارية امس فان الفريق صديق محمد، قدم استقالته من موقعه القيادي وسلمها لرئيس حزب الامة المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر، وان الاخير قبل استقالته وعن أن اسباب خروجه ترجع الى احتجاجه على صيغة بيان المكتب السياسي فيما يتعلق بحوار الالية الثلاثية .غير ان الفريق صديق اسماعيل اكد في تصريحات لـ(الانتباهة) بانه سحب استقالته واصبح الان رئيساً مكلفاً للحزب بالانابة حتى يعود اللواء فضل الله برمة ناصر من العاصمة البريطانية لندن والذي غادر لها لمراجعات طبية. ونفى اسماعيل وجود اي صراعات داخل منظومة الامة، ولكنه عاد وقال ان المجتمعات الواسعة يحدث بها تباين في وجهات النظر لكن ليست صراعاً كما تتم تسميته ، وتوقع محدثي ان يحدث انفراج بالراهن السياسي خلال الايام المقبلة
فيما قال مصدر من داخل الامة القومي ان رحلة علاج رئيس الحزب المكلف برمة ناصر في الخارج قد تطول لاكثر من ثلاثة اسابيع وتقترب من الشهرين وان الفريق صديق خلفه الى حين عودته، كاشفاً عن استقالة صديق كانت بسبب ما دار باجتماع المكتب السياسي وموقف مجموعة مريم والصديق والواثق الرافضين لـ المشاركة بحوار الالية الثلاثية فيما يرى اخرون بزعامة برمة والصديق ضرورة الحوار والمشاركة فيه للوصول الى حل للازمة السياسية واضاف .
ولعب اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي دوراً محورياً في سحب استقالة نائب رئيس الحزب الفريق صديق واثنائه عنها والعمل على توحيد جبهة الحزب في القضايا والمواقف فيما اوصت مؤسسات الحزب خلال اجتماع المكتب السياسي امس باعتماد الفريق صديق باعتماده رئيساً لحين عودة برمة ناصر من لندن
وحول توصية مؤسسات الرئاسة للمكتب السياسي باعتماد الفريق صديق رئيساً للحزب إلى حين عودة برمة ناصر من لندن ، قال رئيس السياسات بالمكتب السياسي للحزب إمام الحلو ،جاءت احاطة من مؤسسة الرئاسة وأن نائب الرئيس صديق محمد إسماعيل قد تقدم باستقالته للرئيس المكلف وان الرئيس غادر خارج البلاد لفحص طبي روتيني، ولم يتخذ قراراً بشأن الاستقالة الى حين عودته.
وعليه قررت مؤسسة الرئاسة عدم البت في أمر الاستقالة لحين عودة الرئيس، وان يتولى نائبه صديق محمد إسماعيل وفق التراتبية كما جرت العادة مهام الرئيس بصفة مؤقتة..
وذكر الحلو، أن المكتب السياسي لم يناقش التوصية ولم يتخذ قراراً بشأنها في الوقت الراهن نسبة لأنها لم تكن ضمن أجندة الاجتماع.
(3)
المحلل السياسي د.بدر رحمة يرى بان الاحزاب السياسية تعيش ازمة حادة بالتداول السلمي للسلطة وتعاني من غياب الديمقراطية رغم انها تطالب بها بالعملية السياسية بشكل العام ، ويشير د.بدر الدين الى ان غياب المؤسسية بدا واضحاً داخل المكونات السياسية وحزب الامة جزء لا يتجزأ مما يجري .
واضاف رحمة بان غياب الراحل الامام الصادق المهدي اثر بشكل واضح على مسار حزبه خاصة وانه يتمتع بكاريزما داخل عضويته والانصار بصفة عامة عوضاً عن سمعته الاقليمية والدولية الكبيرة ، واعتبر ان الصراعات داخل الحزب العتيق تبدو طبيعية بعد رحيل رجل بقامة الصادق المهدي غير ان رحمة تمنى بان ياخذ الصراع شكل المصلحة العامة .
ويرى محدثي انه من الصعوبة بمكان التوافق على خليفة يستطيع قيادة الامة خلفاً للصادق المهدي خاصة وان اسرته تطالب باحقيتها بالرئاسة باعتبار انه عرف تاريخي لديهم وهو حزب طائفي يمثل رمزية الانصار الامر الذي قد يحدث ازمة فعلية داخله للوصول الى من يستطيع قيادته مستقبلاً بشكل واضح .
ودعا رحمة القيادات الشابة بحزب الامة لضرورة قبول وجود قيادة جديدة للحزب حتى لو كان من خارج ال المهدي لان ذلك سيفيد الحزب ويعطي فرصة لجماهير الانصار بالمشاركة بتقلد المناصب العليا للحزب ، وان من يتقلدون المنصب الان هم مكلفون ولم يأت بعد اوان حسم الرئاسة بصورة انتخابية.
ويرى خبراء سياسيون بان التباين بوجهات النظر داخل مجموعتين بالحزب باين وان الامر قد يتطور لاحداث انشقاقات مستقبلاً حال استمر الشد والجذب بين الاطراف المعنية فيما يتعلق بقضايا الراهن السياسي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.