ما مستقبل “قوى الحرية والتغيير” بالسودان عقب استقالة حمدوك؟
تواجه قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، اختبارا صعبا بعد استقالة رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك.فقد أصبح التحالف في مفترق طرق، وذلك بعد الضربات المتلاحقة التي لحقت به، بدء من انسحاب الحزب الشيوعي، مروراً بتجميد حزب الأمة لأنشطته، بجانب الانقسام الداخلي حول الميثاق الوطني، فضلاً عن قرارات قائد الجيش السوداني التي أزاحته من الحكم، وانتهاء باستقالة حمدوك من رئاسة الوزراء، لتصبح بالكامل في خانة المعارضة.أبرز التيارات السياسية بالتحالف، أكدت على تماسكها والمضي قدماً لنهاية الفترة الانتقالية، وقللت من تأثير استقالة حمدوك على موقعها في العملية السياسية.
خارطة طريق..
واستشعرت قوى الحرية والتغيير خطورة الأوضاع بالسودان لتعكف منذ وقت مضى على بلورة إطار جديد يساعها على الاستمرار في الساحة السياسية.وقال القيادي بالمجلس المركزي للحرية والتغيير نور الدين صلاح الدين لـ”العين الإخبارية”، إن التحالف عقد اجتماعا الإثنين، ناقش فيه وضع خارطة طريق بعد خروج حمدوك من المشهد السياسي.وأشار إلى أن هناك توجه لدمج مبادرتي حزب الأمة والحرية والتغيير التي أعدتها في وقت سابق، موضحا أن الخارطة التي طرحت في الاجتماع سترى النور قريباً.أما الحزب الشيوعي السوداني الذي عارض حكومة حمدوك بحاضنته السياسية، أبدى ارتياحه لمغادرة رئيس الوزراء سدة الحكم التنفيذي، واضعا اللوم على المكون السياسي الذي جاء به.واعتبر القيادي بالحزب الشيوعي السوداني صديق فاروق، أن الحرية والتغيير كتحالف سياسي يقوده المجلس المركزي، ابتعد عن أهداف الشعب السوداني منذ تفاوضه مع الجيش عقب إسقاط حكم عمر البشير.وأكد فاروق لـ”العين الإخبارية” أن “الشعب السوداني سيتجاوز قوى الحرية والتغيير في المستقبل، خاصة أنها انغمست في العمل بالوكالة لقوى خارجية، لم يسمها، بجانب المحاصصات الحزبية والتشظي الذي ضرب جسم التحالف”، بحسب وصفه.
بينما يرى المحلل السياسي السوداني جميل الفاضل، أن قوي الحرية والتغيير تحالف مرحلي، فرضته الضرورة لدفع الحراك الثوري الذي انطلق من مدن إقليمية في نهاية عام ٢٠١٨.وقال الجميل لـ”العين الإخبارية” إن “الحرية والتغيير لن تتأثر بخروج حمدوك من المشهد السياسي، لا سيما أن التحالف غير راضي عنه بعد توقيعه الإعلان الإطاري مع قائد الجيش الفرق أول ركن عبد الفتاح البرهان”.وأعلنت قوى الحرية والتغيير، مساء الإثنين، أن استقالة رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك تنهي اتفاق ٢١ نوفمبر الماضي .وعبر خطاب مطول للسودانيين، قدم حمدوك استقالته، شارحا خلاله تداعيات الأزمة والأسباب التي دفعته لمغادرة المنصب والتي من بينها عدم قدرته على التوصل لتوافق سياسي لتكملة الفترة الانتقالية.وكشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أن الأخير قدم استقالته للشعب السوداني.