نهر النيل تحتضر .. بسبب التعدين العشوائي

تقرير خطير ومؤلم ومؤسف أصدرته أبحاث البيئة من خلال دراسة مستفيضة تؤكد أن منطقة نهر النيل وخاصة مناطق عطبرة ودار مالي وبربر والعبيدية وهكذا وأنت تتجه شمالاً في مناطق التعدين العشوائي ستكون غير صالحة للسكن الآدمي أو الحيواني أو النباتي بعد أربعين عاماً إذا ما ظل والوضع على ما هو عليه الآن وأنه خلال هذه الفترة ستظهر العديد من الأمراض الخطيرة وتنتشر بصورة كبيرة كالسرطانات وحالات الإجهاض وتشويه الاجنة والعديد من الأمراض الاخرى باختصار ستتحول تلك المنطقة تدريجياً الى منطقة جرداء لا تنمو فيها النباتات ويهلك فيها الإنسان والحيوان اذا عاش فيها لفترة.. وباختصار ستتحول الى مناطق ملوثة لا تصلح فيها الحياة.

والغريب ان سكان تلك المناطق لم يحركوا ساكناً حتى الآن لتفادي هذه الكارثة والمستقبل المظلم رغم ظهور المؤشرات على ذلك بظهور بعض الأمراض (الغريبة) ومن الطبيعي أن تصمت القيادات السياسية بالمركز والولاية على ذلك وهم ينعمون ( بثمن) ذلك الصمت بعيداً عن التلوث الذي يستنشقه وينكوي بناره البسطاء من سكان تلك المناطق ومن خلال صمت اعلامي مخجل إلا من بعض الاشراقات التي يتم إسكاتها بكافة السبل وأخرها القرار الذي أصدره (كرتلة) الحكم الاتحادي بمنع الولاة والمسئولين عن الحديث عن التعدين الاهلي بعد بوادر اعترافات من مسئولين عن خطورة الأمر.

و الأفظع من كل ذلك أن تلك المناطق لم تستفد من عائدات ذلك التعدين الذي يقتلهم تدريجياً لا في التنمية ولا في الصحة ولا تطوير انسان المنطقة بينما يذهب كل عائد (ذهب) تلك المناطقة من خلال التهريب إلى مصر و لدعم استحقاقات (استسلام) جوبا وتثبيت اركان النظام الفاشستي القائم وشراء الأسلحة والذخيرة لا لمحاربة عدو خارجي بل لقتل شباب ومستقبل هذه الامة بينما يترك لسكان المنطقة التلوث والمرض ومستقبل الارض المظلم..

اذا لم ينتفض شباب نهر النيل لايقاف التعدين العشوائي الذي تقوده الشركة السودانية للمعادن وإيقاف عبث ذلك الأردول فان مخطط إحراق الأرض ونهب خيرات أهلنا سيستمر دون رادع أو مغيث وستتحول أراضيه قريباً الى بؤرة ملوثة بلا خيرات أو اخضرار وأبناءها الى مرضى عاجزين بلا مأوى.

ما يحدث بنهر النيل والشمالية من تلويث وتجريف للاراضي الزراعية قد لا يتضرر منه سكان تلك المناطق وحدهم وقد ينسحب على كل العالم في ظل عالم يتجه الى فجوة زراعية بالتزايد المطرد لسكان الكرة الارضية وتقلص الرقعة الزراعية موارد المياه العذبة والحاجة الملحة الى إيجاد الغذاء الكافي وهو موت ربما متعمد بينما يتراقص (البرهان) بينهم ويقيم الولائم ربما على مذابحهم فما قيمة (الزواج) وانت تقاد للموت … ولكننا على ثقة بان الشرفاء لن يصمتوا عليه.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.