هل قصرت السلطات الإيرانية في تعاملها مع فيروس كورونا؟

خشية في الشارع الإيراني من انتشار فيروس كورونا / Reuters
0

يومًا لتو الآخر تتزايد مخاوف سكان العاصمة الإيرانية طهران جراء الانتشار السريع لفيروس كورونا في البلاد في الوقت الذي وجه تتهم فيه السلطات الإيرانية من قبل السكان بعدم اتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة “كورونا”.

وسجلت السلطات الإيرانية أول إصابة بمدينة قم في 19 فبراير الماضي، وذلك بعد أول ظهور للفيروس في منتصف ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين.

ولقي 107 أشخاص حتفهم بسسب الفيروس القاتل فيما سجلت 3513 حالة إصابة.

كما تسبب الخوف من العدوى في شل حركة مترو الأنفاق بانخفاض أعداد المستخدمين بنسبة 70 في المئة.

كما أجبر انتشار الفيروس الحكومة الإيرانية على إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى جيلان (شمال)، التي سجلت أكبر عدد إصابات بين محافظات البلاد.

فيروس غامض

وقال محمود نزري، وهو مواطن إيراني من سكان طهران، إنه وبصرف النظر عن الأخبار التي شاهدوها على شاشات التلفزيون، لم يكن لديهم معلومات مفصلة عن “كورونا”، ولم يعرفوا ما الذي ينبغي عليهم فعله.

وأضاف نزري وفقًا لوكالة (الأناضول) للأنباء، اليوم السبت، أنه وعائلته قلقون جدًا بشأن الفيروس، وأن عائلته التزمت البقاء في المنزل وعدم الخروج منه خوفًا من انتقال العدوى.

وأشار إلى أنه بحث في الصيدليات عن كمامات لكنه لم يتمكن من العثور على أي منها لنفادها من الأسواق، وأنه اضطر لأخد كمامة من أحد الأصدقاء.

تقصير السلطات الإيرانية

وقال مواطن يدعى علي رضا كرساني، إن التدابير التي اتخذتها السلطات الإيرانية للحد من انتشار الوباء في البلاد مثل تغيير ساعات العمل وتعطيل المدارس، كان يجب اتخاذها بعد ظهور الفيروس في الصين.

وأضاف كرساني، أن الحكومة لم تتمكن من الحد من انتشار هذا الوباء، وأظهرت ضعفًا ملحوظًا في ردود الفعل.

وتابع: “يتعين على الهيئات الحكومية اتخاذ جميع الخطوات التي من شأنها الحد من انتشار الفيروس. أعتقد أن المشكلة الرئيسية هي الافتقار إلى القدرة على إدارة الأزمات”.

انتشار الوباء

بدورها، قالت المواطنة زهرة رستائي، إن أطفالها ووالدتها التي تعاني من ضيق في التنفس لا يغادرون المنزل بسبب انتشار الوباء.

وأضافت أنها حصلت على كمامات وقفازات لتحمي نفسها من انتشار الفيروس بعد جهد جهيد بسبب عدم توفر هذا النوع من اللوازم الطبية في الصيدليات.

وقالت رستائي: “أتمنى من السلطات الإيرانية أن تحل هذا النقص في اللوازم الطبية في أسرع وقت ممكن، لا يمكننا الذهاب للعمل بسبب القلق من انتشار الفيروس”.

حالة رعب

وحتى مساء الجمعة انتشر “كورونا” في 95 دولة، بينها 14 دولة عربية، ما تسبب في حالة رعب تسود العالم، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ على نطاق دولي لمواجهته.

وأصاب الفيروس قرابة 100 ألف حول العالم توفي منهم أكثر من 3400 غالبيتهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وايطاليا، وأدى إلى تعليق العمرة، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.

الجميع في خطر

ومن الواضح أن انتشار وباء كورونا في إيران لا يفرق بين مسؤولٍ أو مواطن، للدرجة التي دفعت إحدى الصحف الأوروبية باستخدام وصف “الناس سواسية” أمام فيروس كورونا في إيران، في إشارة منها لعدم تفرقة الفيروس في الإصابات التي لحقت بسكان إيران.

فبعد يومين على وفاة النائب الإيراني محمد رمضاني، تسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محمد مير محمدي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.