وصول وفد من القبائل الليبية إلى القاهرة.. والسيسي يأجج الأوضاع السياسية
من الواضح بأن تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي أطلقها قبل عدة أيام عن نية تدخل الحكومة المصرية في ليبيا بشكل مباشر لم يكن من فراغ، إذ أن الاستعدادات تجري على قدم وساق من أجل التدخل المصري المباشر في ليبيا .
دور جهاز المخابرات
وأوردت العديد من وسائل الإعلام في مصر بأنه وخلال الساعات الماضية فمن المتوقع وصول وفداً من القبائل الليبية إلى العاصمة القاهرة وذلك من أجل بحث المشاورات حول التدخل المصري في ليبيا .
وكانت الدعوة التي تلقتها القبائل الليبية قد وجهت لهم بشكل مباشر من جهاز المخابرات العامة في مصر .
ومن المقرر أن يتم عقد اجتماع مع القيادات العليا للجهاز في البلاد، وسوف يتم مناقشة استراتيجيات التدخل المباشر في ليبيا، وذلك بحضور اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصري .
وسوف يتم تنظيم عدد من اللقاءات الإعلامية لوفد القبائل الليبية مع وسائل الإعلام المصرية المختلفة .
وأيضاً وبحسب ما أوردت وسائل إعلام مصرية فإنه من المتوقع أن يتم إصدار بيان جديد باسم القبائل، وذلك لدعوة مصر إلى مواجهة ما يسمونه بالاحتلال التركي والقوات المسلحة الآخرى التي تدعمه، وهنا القصد قوات الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج .
دعم خليجي
ومن الواضح بأن التدخل المصري في الشأن الليبي يواجهه تيار داعم له في الخليج بشكل كبير .
إذ أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر أبز الداعمين للسيسي في خطواته تجاه ليبيا، وذلك يأتي بخلق انطباع دولي بوجود غطاء ودعم شعبي لأي تحرك مصري متوقع في ليبيا .
ومن الواضح بأن السيسي ادرك أخيراً بأن دور اللواء التقاعد خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح أصبح غير مجدياً خاصة بعد الخلافات التي ظهرت مؤخراً بين الرجلين .
وهذا الأمر هو ما جعل من السيسي يتجه بشكل مباشر إلى قوات القبائل التي يأمل من خلالها أن يحقق مراده في الوصول إلى ما يصبو له في ليبيا .
الصراع على سرت
وأطلق الرئيس المصري تصريحاته خلال تفقده عناصر القوات المصرية المسلحة في المنطقة العسكرية الغربية قبل عدة أيام، وذلك لافتتاح قاعدة عسكرية جوار الحدود المصرية الليبية .
وكان السيسي قد لوح بعدة تصريحات عن أنهم وحماية لمصالحهم يمكنهم الدخول المباشر في ليبيا، مشيراً إلى تسليحه لأبناء القبائل في ليبيا في حال تم تجاوز خط سرت والجفرة من قبل قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يترأسها فائز السراج والمدعومة من تركيا بشكل مباشر .
ومن الواضح بأن التوترات بلغت أشدها، إذ أن السيسي يريد إيصال رسالة إلى حكومة الوفاق بأن مصر لا زالت على الخط، وأي تدخل مباشر من قبل السراج في سرت فإن القضية سوف تصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم .
ويعرف عن سرت بأنها تحوي العديد من البقع الاستراتيجية فخلاف أنها مطلة على البحر الأبيض المتوسط وبها ميناء يصلح لتصدير معظم المواد المراد تصديرها إلى الخارج فإنها منطقة غنية بالبترول، وهو الأمر الذي يعمل على توتر الأجواء بين معظم هذه القوى الغربية والعربية على حد سواء من أجل السيطرة عليها .