إفريقيا .. الخوف من الموت جوعًا قبل كورونا
مطلع شهر فبراير الماضي، صرح مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غييريسوس، خشيتها من احتمال انتشار فيروس كورونا المستحدث بدول ضعيفة الإمكانيات، وبلا شك كان يقصد بتك التصريحات غالبية دول قارة إفريقيا التي تعاني أشد المعاناة جراء الفقر.
وهاهي اليوم مخاوف غييريسوس باتت على وشك التحقق نتيجة طرق فيروس كورونا أبواب قارة إفريقيا بعد أن سجلت الكثير من دول القارة السمراء عددًا من الإصابات وحالات الوفاة.
ومن ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها دول القارة امتثالًا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية، قامت بفرض إجراءات العزل العام للحد من انتشار كوفيد 19.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن 20 بالمئة على الأقل من سكان أفريقيا، البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة، يعانون بالفعل من سوء التغذية، وهي أكبر نسبة في العالم، وذلك وفقًا لما نقله موقع (سكاي نيوز عربية).
الموت جوعًا
سلطت وكالة (رويترز) للأنباء الضوء على قضية العزل العام ومدى تأثيرها على طبقة الفقراء في القارة السمراء.
ويقول المواطن النيجيري شيهو عيسى ديانو دوموس، إنه لم يتبقى لديه سوى بضع حفنات من دقيق الكسافا. فقد كان الرجل البالغ من العمر 53 عاما، والمصاب بشلل نصفي، يعمل ببيع بطاقات شحن الهواتف المحمولة، لكن إجراءات العزل العام التي طال أمدها لمكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد في لاغوس، أكبر مدن نيجيريا، تركته بلا عمل.
وقال لرويترز خارج مبنى قرب المطار، حيث سمح له صديق بالإقامة معه: “أنا واثق من أنه إذا لم يقتل فيروس كورونا هذا أصحاب الإعاقة، فإن أوامر البقاء في المنزل ستقتلهم بالتأكيد”.
ارتفاع الأسعار
وتفيد بيانات مبادرة بنك الطعام في لاغوس، أن 3 من كل 7 من سكان المدينة البالغ عددهم 20 مليون نسمة لم يكن يمكنهم الحصول على طعام كاف بشكل مستمر في الظروف العادية.
ودفعت إجراءات العزل العام التي استمرت 14 يوما ثم مُدت لأسبوعين آخرين، يوم الاثنين، ملايين آخرين إلى الدخول في فئة المحتاجين.
وقالت منظمة إس.بي.إم إنتلجنس لاستشارات المخاطر، إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت في حين يتهافت السكان على تخزين الطعام.
فارتفع سعر الأرز المستورد بنسبة 11 بالمئة وزاد سعر”الجاري” وهو غذاء أساسي من دقيق الكسافا إلى مثليه تقريبا.
وقال ميشيل سامبولا، رئيس بنك الطعام، إن الاتصالات التي تتلقاهاالمنظمة ارتفعت بنسبة 50 بالمئة عن المعتاد من السكان المحتاجين مشيرا إلى أن بعضهم يسير لخمس ساعات للحصول على الطعام.
وقال: “نخشى أن يموت بعض الناس جوعا”.
السكان البائسين
قال محمد زانا، من اتحاد العشوائيات والتجمعات السكنية غير الرسمية في نيجيريا، إن السكان البائسين هاجموا شاحنته عندما كان يحاول توصيل الطعام للمعاقين، يوم الاثنين، في منطقة أجيج. وجابت عصابات من رجال مسلحين بالسكاكين وأسياخ الحديد، المنطقة، وطاردت شاحنته التي فرت مسرعة.
وقال “كانت منطقة حرب”.
الطعام أهم من كورونا
وفرضت كينيا حظر تجول جديدا وقيدت حركة كل شيء، باستثناء الطعام من وإلي العاصمة نيروبي ، بؤرة تفشي فيروس كورونا.
وتدافع يوم الأحد مئات من سكان كيبيرا، أكبر منطقة عشوائية بالمدينة، أثناء توزيع زعيم المعارضة رايلا أودينغا لمساعدات.
وفي اليوم التالي، منعت الحكومة التوزيع المباشر للمساعدات وأصرت على أن تمر عبر الحكومة لمنع “اضطرابات يمكن تجنبها”.
وقال كنيدي أوديدي الذي تعمل جمعيته الخيرية “شاينينج هوب” في منطقة كيبيرا، إن القيود قد تتسبب في المزيد من الاضطرابات.
وأضاف: “الطعام أهم من كورونا…ينبغي للحكومة أن تفهم إلى أي مدى يشعر الناس باليأس. إنهم قد يغامرون بحياتهم من أجل الطعام”.