البرهان يقوم بتفعيل جهاز المخابرات لتسهيل عزل نائبه حميدتي

0

اعتبر الكثير من المحللين السياسيين والخبراء أن الأنباء التي تداولتها في الفترة الأخيرة الكثير من المواقع الإخبارية السودانية والغربية حول وجود خلافات بين رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان ونائبه حميدتي لم تكن محض إشاعات بل هي حقيقة واضحة للعيان، واستدلوا بذلك علي الزيارة التي قام بها البرهان لمصر حيث سربت آنذاك معلومات تقول أن البرهان أعرب عن قلقه للرئيس السيسي عن طموح حميدتي في السلطة وتحركاته الغريبة داخليا وخارجيا منوها أنه يدبر له شيئا ما، ويجدر بالذكر أن البرهان اصطحب معه في كل زياراته الأخيرة للخليج ومصر أحمد مفضل مدير جهاز المخابرات العامة السودانية، وهو ما علق عليه الخبراء السياسيين أنه سيكون هناك تنسيق بين مخابرات كلتا الدولتين لتحقيق أهداف تصب في صالح الطرفين.

كما يجدر التنويه أنه بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الذي أطاح البرهان من خلاله بمنافسيه المدنيين والسياسيين علي غرار عزله لرئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك وحله لمجلسي السيادة والوزراء، تم إحالة العديد من الضباط السامين برتبتي لواء وعميد في سلك المخابرات علي التقاعد وكذا إنهاء مهام مدير الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني ياسر محمد عثمان ومدير المخابرات العامة جمال عبد المجيد، وتعيين احمد مفضل مديرا لجهاز المخابرات العامة، وهذا دليل علي تمسك البرهان بالسلطة باستخدام هذا الجهاز الحساس والذي قام فيه بكل الترتيبات والتعديلات التي تخول له أن يكون المتحكم الرئيسي فيه.

وكما ذكرنا سابقا بأن البرهان لم ترقه تحركات حميدتي داخليا وخارجيا، إضافة إلي زيادة المجندين في قوات الدعم السريع ما جعلهم يشكلون قوة موازية للجيش السوداني مع تميزهم عن الجيش بالتدريب الجيد والقدرة علي القتال في مختلف الوضعيات والأماكن، كل هذه الأسباب جعلت البرهان يقوم بتفعيل جهاز المخابرات للمباشرة بجمع كل المعلومات عن حميدتي مستعينا بمخابرات عربية وأجنبية، وذلك لتشويه سمعته لدي الشعب السوداني والمجتمع الدولي، ما سيدفع بهم إلي المطالبة بتنحيته عن منصبه وعزله عن المشهد السياسي السوداني.

هذا وبحسب الخبراء فإن سياسة البرهان بإغراق حميدتي في مستنقع المشاكل الداخلية العويصة المتعلقة بالإقتصاد المنهار، تهدف إلي إضعاف موقفه أمام الشعب السوداني والطبقة السياسية بفشله في إيجاد حلول للأزمة الراهنة التي ألمت بالشعب وجعلته يعيش أصعب فترة في حياته، كما تهدف إلي إلهاءه وعزله عن الساحة الدولية و السياسة الخارجية وذلك ليتمكن البرهان من جمع حلفاء له لدعمه ضد حميدتي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.