الوضع الليبي يتأزم وتدخل دولي بقيادة روسيا لإنقاذ الموقف
مع صباح كل يوم يزداد الوضع تعقيداً في ليبيا في ظل الانقسامات التي يعيشها كل طرف من أطراف الأزمة الليبية، ومما لا شك فيه فإن هذا الأمر تترتب عليه الكثير من العواقب على الجماهيرية مستقبلاً، لا سيما في ظل تطور الصراع بين الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر من جهة، وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج من جهة أخرى .
بداية الحرب في ليبيا
وبالعودة للوراء قليلاً نجد أن الحرب في ليبيا بدأت في العام 2011، وبالتحديد عندما حملت جماعات محلية السلاح ضد معمر القذافي أثناء انتفاضات الربيع العربي، لكنها بدأت في قتال بعضها البعض .
وبمرور الوقت أكتسبت هذه القبائل قوة لا يستهان بها من خلال سعي كل منها للسيطرة على الأخرى.
وتعتبر طريقة حكم الرئيس السابق معمر القذافي والتي أستمرت لمدة 42 عاما بؤرة تعزيز التناحر القبلي الذي يحدث في ليبيا الان، حيث عقد تحالفات مع بعض القبائل، ويرى بعض المحللين أن نفس هذه السياسة هي التي أدت لسقوطه بالثورة التي أندلعت في العام 2011.
ظهور حفتر
وقدم حفتر الذي كان لواء في جيش القذافي نفسه في ذلك الوقت على أنه الرجل القادر على سحق المتشددين وإخضاع الفصائل المسلحة للسلطة الكبرى تحت قيادة القذافي، ولكن محاولته لكم تكن مجدية في ظل تنامي وقوة القبائل المختلفة .
وواجه حفتر العديد من الاتهامات من قبل السياسيين الليبيين على أنه يسعى لإعادة ليبيا إلى المربع الأول من خلال الحكم السلطوي وبأنه يدعم الانقسامات الموجودة في المنطقة.
سيطرة حفتر وعاصفة السلام
وكان اللواء حفتر قد أعلن في 27 من أبريل الماضي عن نيته في إيقاف العمل بالاتفاق السياسي الليبي والإستجابة للإرادة الشعبية فيما يتعلق بتولي المؤسسة العسكرية للسلطة في البلاد بحسب ما أورد ( العربي الجديد) .
وبعد أيام قليلة من طلبه تفويض شعبي لإدارة دفة الحكم وفق إعلان دستوري تصدره الحكومة العسكرية، أدى تسارع الأحداث في المشهد العسكري لصالح حكومة الوفاق إلى إعلان حفتر.
وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع مرور عام على الهجوم الذي شنه حفتر على العاصمة طرابلس.
وفي هذه الذكرى جاء الرد من حكومة الوفاق والتي أطلقت عملية عسكرية كان الهدف من ورائها حماية وتخفيف الضرر على العاصمة طرابلس من القصف الصاورخي من قبل قوات حفتر، وقد أطلقت الوفاق على هذه العملية ” عاصفة السلام”.
ولم تشفع المحاولات التي أستمرت لأشهر طويلة والتي قامت بها عدد من الدول بمبادرة من روسيا وتركيا مطلع يناير الماضي، لعقد هدنة بين الطرفين.
دور روسيا في حل النزاع في ليبيا
ومن خلال سعي روسيا للوصول إلى حلول ناجعة بين أطراف النزاع في ليبيا قد أرسلت فريق روسي بدعوة من حكومة الوفاق الوطني .
وعقب وصول الفريق الروسي إلى الأراضي الليبية وتحديداً في العاصمة طرابلس، عمل الفريق الذي يتكون من الفريق مكسيم شوغالي المستشار السياسي لدى مؤسسة علمية تهتم بعلم الاجتماع مقرها روسيا والتي تهتم بـ ( الدفاع عن القيم الوطنية) يرافقه الطبيب سامر حسن علي قد بدأو في دراسة الوضع عن طريق إعداد بحوث واستطلاع رأي لليبين من أجل المساعدة في طرح حلول للأزمة .
وللمفارقة وفي ظل المهمة الإيجابية التي يقوم بها الفريق الروسي لم يكن من السلطات الليبية إلا أن قامت باعتقالهم وسجنتهم بسجن معيتقة في وقت كان الفريق يبحث فيه عن الوصول لحل للأزمة الليبية .
وللعلم فإن السلطات الليبية لم تقم حتى تاريخ اللحظة بإطلاق سراح السجينين، في وقت تستعد فيه قناة روسيا اليوم لبث فيلم عن واقعة السجينين بفيلم مقتبس من قصتة المعتقلين الروسيين في ليبيا ، بعد أن أثارت القصة ردود أفعال كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في روسيا والعالم أجمع .
والفيلم تم تسميته بعالم الاجتماع ” شوغالي” وهو فيلم من نوعية أفلام الأكشن مقتبس من قصة المعتقلين الروسيين في ليبيا، ومن المقرر بثه في التاسع من شهر مايو الحالي .