علي النعيمي يحذر من تداعيات الانقسام الأمريكي
حذر الدكتور علي النعيمي رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية للمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي من تداعيات الانقسام الأمريكي.
وقال علي النعيمي في مقال رأي بموقع ذا هيل الأمريكي إن “التعايش” ليست كلمة ترددها الأفواه، بل يجب على الأمة وشعبها العمل من أجلها.
وتساءل بشأن ما إذا كانت قدرة الأمريكيين على التعايش السلمي، في الداخل والخارج، لا تزال قوية.
وأشار إلى أن عام 2020 شهد تحركات تاريخية نحو السلام في الشرق الأوسط لم يكن أحد يتصورها حتى قبل عام، وخاصة اتفاقيات إبراهيم – التي أحدثت تحولًا بارزًا في التوقعات من شأنه أن يغير منطقتنا.
وأوضح أن الترويج لفكرة “التسامح” في الإمارات كان لها بالغ الأثر في تعلمنا قيمة التعايش مع الشعوب الأخرى في منطقتنا، لكن التحول السياسي الذي تشهده الولايات المتحدة في الوقت الراهن دفع الكثيرين حول العالم للتساؤل حول قدرة الأمريكيين على القيام بذلك.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة لطالما اعتبرت نموذجًا للتعايش. فبعد الحرب العالمية الثانية، قادت الولايات المتحدة جهود إنشاء مؤسسات عالمية كبيرة مثل الأمم المتحدة لتعزيز التعاون والعمل الجماعي. والأهم من ذلك، أن العالم شهد تنوعًا مذهلًا في عدد السكان الأمريكيين يتحدثون بصوت واحد.
لكن الوضع الراهن يشي بشيء مختلف، فنحن هنا في الشرق الأوسط اليوم نجد الصورة مختلة، حيث يتقاتل الأمريكيون أمام مبنى الكابيتول، وتتصاعد معاداة السامية، ويموت الأمريكيون الأفارقة في الشوارع.
ويرى البرلماني الإماراتي أنه ما لم يتمكن الشعب الأمريكي من توحيد صفوفه كدولة، فإن أمريكا ستفقد سلطتها الأخلاقية دوليًا – وهي خسارة ستؤثر على قدرتها على صنع السلام والحفاظ عليه وحشد العالم على أساس مشترك. التحديات، من الأمن إلى تغير المناخ.
وشدد على أنه ينبغي على الدول التي تتطلع إلى المستقبل وتعمل من أجله، وتحلم بحياة أفضل للأجيال القادمة، أن تمارس قيم التعايش هذه في الخارج… واتفاقيات إبراهيم هي تجسيد لأهمية التعايش: فنحن نحتفل اليوم مع إسرائيل كأخوة وأخوات، ويمكننا معًا مواجهة التحديات الإقليمية الكبيرة مثل الفقر والتطرف وتغير المناخ.
نحن والعالم أفضل حالًا لذلك.
وأوضح أن العزلة ليست خيارًا فلا يمكن لدولة أن تعزل نفسها في العالم الحديث وتتوقع أن تتمكن من التقدم أو الازدهار، لأن العزلة لا تؤدي سوى إلى الاضمحلال والتخلف عن الركب، الأمر الذي يجعل الأمة أكثر خطورة.
ولفت إلى أن الحل الوحيد لنجاح التعايش يكمن في قبول الآخر والاعتقاد بأن الاختلاف والتنوع ضروريان وجيدان. وعلى أهمية احترام المعتقدات المختلفة ووجهات النظر المخالفة، والتفاعل بشكل إيجابي مع أولئك الذين يحملون هذه المعتقدات والآراء المختلفة والامتناع عن التدخل في معتقداتهم أو الحكم عليها.
وشدد على أن التعايش في الشرق الأوسط متجذر في التراث المشترك: الإسلام واليهودية والمسيحية التي تنحدر جميعها من نبي واحد، إبراهيم، مما يجعلنا، في جوهرنا، عائلة واحدة كبيرة، ومشتتة في بعض الأحيان.
واختتم النعيمي مقاله بالقول “لقد ارتقى وعينا من حالة المواجهة إلى وعي يحتضن التعايش.
ونحن في الإمارات نتبنى هذه العقلية من خلال المضي قدمًا في اتفاقات إبراهيم، والتي تشكل أساسا لخدمة مصالح المنطقة بأسرها، ولخلق مستقبل أفضل للجيل الجديدومستقبل سلام وأمان، ولإتاحة الفرصة لهم للعيش في كنف مجتمع يتسم بالكياسة والازدهار.
في المقابل فإن الولايات المتحدة لا تزال تعاني خطوط التقسيم القديمة تلك وفصائل بالكاد تتسامح مع بعضها البعض. نأمل أن تعود أمريكا مجددا منارة مشرقة، ونموذجًا لمُثُل التعايش السلمي في العالم. ولكن قبل أن يحدث ذلك، يجب على الشعب الأمريكي أن يتحد.”
انتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، سياسة تركيا في المنطقة العربية ، مشيرًا إلى أنها لم تتوقف عن التدخل في الشأن العربي.
وعلق قرقاش على التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، التي قال فيها الأخير إن الإمارات ومصر انتهجتا إسلوبًا ضارًا في ليبيا حسب قوله.
وقال قرقاش عبر تغريدة بحسابه الرسمي بموقع “تويتر” إن تصريحات وزير الدفاع التركي بمثابة السقوط الجديد لدبلوماسية أنقرة، مطالبًا تركيا بالتوقف على التدخل في شأن المنطقة العربية .
وبحسب موقع قناة (العربية) أوضح قرقاش عبر تويتر أن تصريحات خلوصي تعد استفزازية وهي بمثابة سقوط جديد للدبلوماسية التركية، مضيفًا أن تركيا تتعامل بمنطق الباب العالي والدولة العليّة وفرماناتها مكانها الأرشيف التاريخي.