ألمانيا: مقترح إعادة بناء مرفأ بيروت لم يصدر عن الحكومة الألمانية
قال السفير الألماني في بيروت أندرياس كيندل، أن مقترح إعادة إعمار مرفأ بيروت والمناطق المحيطة بها ليس مقترح صادر عن الحكومة الألمانية.
وأشار كيندل أن عدة شركات خاصة وضعت اقتراحا شاملا لتطوير مرفأ بيروت، بينها “رولاند برجر” و”إتش.بي.سي” حيث سترسل ممثلين لبيروت الأسبوع المقبل لإجراء محادثات”، مشددا على أنه “فقط من خلال تنفيذ إصلاحات فعالة يمكن للسلطات اللبنانية إعادة الثقة وجذب الدعم من المستثمرين.
وفي وقت سابق اليوم، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن مقترح ألماني لإعادة بناء مرفأ بيروت والمنطقة المحيطة بها، بشرط اتفاق الأطراف السياسية اللبنانية على تشكيل الحكومة.
وأفادت المصادر أن المقترح يأتي ضمن مسعى ألماني فرنسي لحث الساسة على استئصال الفساد وتفادي الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.
ورجحت المصادر أن برلين ستطرح المبادرة التي تتراوح كلفتها بين مليارين وثلاث مليارات يورو، يوم السابع من نيسان/أبريل الجاري.
هذا ولا يبدو ظاهراً أن ثمة مستجدات في ملف تأليف الحكومة اللبنانية بعد الإشتباك السياسي-الدستوري بين فريقي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري.
لكن ذلك لا يعني أن صفحة التأليف الحكومي طُويت. هناك محاولات صامتة تجري لإعادة إستنهاض عملية التأليف وفق صيغ جديدة: لمجرد الإعلان عن ورقة رئاسة الجمهورية التي أُرسلت الى بيت الوسط لملء الأسماء، ثم خطوة رئيس الحكومة المكلّف بالكشف عن تشكيلته الحكومية التي كان يحتفظ بها بالدُرج منذ الأسابيع الأولى لعملية التأليف، يعني أن مفعول ورقتي عون والحريري إنتهى، ولا بدّ من الإنطلاق من مقاربات مختلفة، قد تصل إلى حدّ تسويق فكرة تركيبة حكومية تكنوسياسية.
ويقول الكاتب السياسي عباس ضاهر إذا كانت سُجّلت محاولات ووساطات في الداخل، لكنها لم تُثمر حتى الآن في إعادة تقريب وجهات النظر بين بعبدا وبيت الوسط، بسبب عدم التعاطي الإيجابي مع المبادرات التسووية التي طُرحت سابقاً، وكانت أبرزها مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، التي بقيت في مكان ولادتها.
لكن الأنظار رصدت في الأيام القليلة والساعات الماضية مؤشرات يمكن أن تُساهم بكسر الجليد: أولاً، التواصل القائم بين الحريري و”الثنائي الشيعي”. ثانياً، زيارة نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي للحريري. ثالثاً، تناول “الشيخ سعد” الطعام على مائدة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حيث كان الملف الحكومي هو الطبق الرئيسي على طاولة بكركي. رابعاً، حركة السفراء العرب والأجانب على خط تأليف الحكومة اللبنانية.
ويتابع الكاتب يُمكن الجزم تحديداً أن السفراء لم تكن لديهم أي نيّة بالتحرك، لكن دعوة رئيس الجمهورية لهم لإطلاعهم على ما حصل في الأيام الماضية، هي التي أدّت لأن يقوم السفراء المدعوين بجولة سياسية إستطلاعية حملت تمنيات بوجوب تأليف حكومة لبنانية من دون تأخير. كان السفراء يستفسرون ويعبّرون عن رغبات بلادهم بإستيلاد حكومة لبنانية تضع حدّاً للإنهيار في البلد. ولوحظ أن المصطلحات والتعابير التي يستخدمها السفراء في جولتهم تُشبه بعضها، بالحرص على لبنان، وإبداء رغبة عواصمهم بالوصول الى مخارج لبنانية من دون أي تأخير. حاول السفراء أن يُظهروا عدم تدخل في شؤون لبنان، وفُهم أنه لا يعنيهم إن كانت الحكومة تكنوقراط أو تكنوسياسية، لأن الهدف هو ولادة حكومة وعدم ترك لبنان في فراغ.