أوروبا تتمسك بالقارة الأفريقية

0

لقد بات واضحا للقاصي والداني ان اوروبا تحاول البقاء في الدول الافريقية باي شكل من الاشكال، وذلك حتى وان اضطروا لاستخدام الارهاب كاداة ممثلة بالجماعات الاسلامية المتطرفة من اجل الضغط على الحكومات واجبارها على طلب المساعدة المالية والعسكرية من دول مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية وهي التي لها باع طويل بالاستعمار وبالمخططات الخبيثة العابرة للقارات عبر الزمان والمكان

واليوم أصبحت دولة مالي الواقعة كما يعلم البعض في االقارة الأفريقية السمراء الفيرة جداً، هذه الدولة  اصبحت مثالا جديدا على هذه السياسات الغربية الخطيرة في المنطقة والعالم، فبعد ان قدمت فرنسان الى مالي بقواتها عام 2013 بحجة مساعدة الحكومة المالية على القتال ضد الجماعات الارهابية المتطرفة الاسلامية في الشمال، تحولت اليوم لتحارب نفس الحكومة فقط لانها طلبت من فرنسا الرحيل ورتك البلاد وشأنها عاجلاً غير آجل.  

وكردة فعل على العنجهية الفرنسية اتهم رئيس وزراء مالي تشوغويل كوكالا مايغا فرنسا بأنها عملت على تقسيم بلاده من خلال وجودها العسكري فيه. وحمل مايغا الذي عينه المجلس العسكري الحاكم إثر انقلابين متتاليين في آب 2020 وحزيران 2021، على فرنسا مدة 45 دقيقة أمام دبلوماسيين دعاهم إلى مقر الحكومة. وقد اختار قادة منظمة غرب إفريقيا بدعم من فرنسا طريق التصعيد بإغلاق الحدود مع مالي وفرض حظر وعقوبات.

من جهته تأسف رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي، القائد الوطني الشريف الكولونيل أسيمي غويتا، في خطاب بثّه التلفزيون الحكومي للطبيعة غير الشرعية وغير القانونية وغير الإنسانية لقرارات معينة. فقد أكد متابعون ووافهم مراقبون انه اليوم وجدت فرنسا في الحرب على الإرهاب حجة قوية لتسويق وتبرير تدخلها سياسيا وعسكريا في الدول الإفريقية التي تمرّ بأزمات حادة تكاد لا تنتهي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.