أيادي تركيا تعبث بالمنطقة العربية .. سوريا وليبيا مثالًا
لا يزال الدعم الذي تقدمه تركيا لجماعات متشددة في المنطقة العربية مستمرًا وينذر بمضاعفة المعاناة الإنسانية والأمنية التي تعيشها عدد من دول المنطقة وعلى رأسها سوريا وليبيا .
فالتدخل التركي في كلا الدولتين بات لا يخفى على أحد حتى أن الحكومة التركية وعلى لسان عدد من مسؤوليها ظلت مرارًا وتكرارًا تؤكد على تدخلها في شؤون سوريا وليبيا بحجة أنها تدافع عن مصالحها، الأمر الذي فتح أبواب الانتقاد الدولي على مصارعيه تجاه الموقف التركي.
زعزعة الاستقرار
ونقل موقع (سكاي نيوز عربية) مؤخرًا تقريرًا أجرته مجلة “لانكوريكت” الفرنسية، تعرض للتدخل التركي في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن تركيا تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتقويض الدولة الوطنية، حتى يتثنى لها السيطرة على الموارد.
وتعمل تركيا الآن على إيجاد حليف آخر في منطقة شمال إفريقيا، بعدما سقط نظام عمر البشير في السودان منذ أبريل 2019، حيث أن النظام السابق في السودان يُحسب على تنظيم الإخوان المسلمين.
ابتزاز تركي
ووجد الموقف التركي تجاه قضية فتح حدودها أمام اللاجئين للعبور صوب القارة الأوروبية، وجد ردود أفعال غاضبة لا سيما من الجانب الأوروبي الذي اعتبر هذه الخطوة بمثابة عملية الابتزاز الصريح، وأثارت انتقادات واسعة بين الدول الأعضاء في بروكسل.
التدخل في ليبيا
قامت تركيا بإبرام اتفاق عسكري مع حكومة فايز السراج الليبية، منذ نوفمبر من العام الماضي، ومع بداية العام الجاري صادق البرلمان التركية على مشروع قانون يتيح بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، كما وافق أردوغان بنفسه على هذا التشريع في شهر فبراير الماضي.
وذكرت المجلة الفرنسية، عن رصدها لقوات تركية خاصة في ليبيا، محملة بمعدات عسكرية قادمة من أنقرة، وذلك قبل الموافقة على القانون الذي يسمح بالتدخل عسكريًا في ليبيا، في الوقت الذي يخوض فيه الجيش الوطني الليبي، بقيادة الجنرال خليفة حفتر، معارك ضارية بوجه الإرهاب سعيًا لعودة الاستقرار إلى ليبيا.
نقل المرتزقة
يستمر التدخل التركي في ليبيا، ليس عن طريق تقديم الدعومات العسكرية فحسب، حيث كشفت صحيفة “غارديان” البريطانية، بقيام تركيا بنقل آلاف المرتزقة من الأراضي السورية للمشاركة ضمن صفوف حكومة الوفاق الليبية، وهو الأمر الذي أثار مخاوف أوروبية كبيرة.
وكان لهذه العملية المستمرة من تركيا لنقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، مخاوف أوروبية تتعلق بإمكانية تسلل الإرهابيين من المهاجرين في رحلتهم إلى أوروبا عبر ليبيا، مما يستوجب وقوف المجتمع الدولي بقوة في وجه أردوغان، وفقًا لما أوردته المجلة الفرنسية في تقريرها.
محاولات إحياء الدولة العثمانية
يمضي تقرير مجلة “لانكوريكت” الفرنسية، ليؤكد بأن أردوغان لديه أطماع واضحة في المنطقة العربية، تهدف إلى محاولته لإعادة الدولة العثمانية من جديد والتي سقطت في القرن الماضي.
وتعتبر محاولات تركية للعبث في المنطقة العربية، ليس أمرًا مستغربًا إذا ما عدنا بالتاريخ إلى الوراء قليلًا، سنجد ان علاقة تركيا بتنظيم الإخوان المسلمين ترجع إلى منتصف القرن الماضي، حينما انشأ السياسي التركي، نجم الدين أربكان، ذراعًا للإخوان في تركيا في العام 1969م، بعدما أسس تنظيمًا يعرف بـ”ميلي غورو” أي (الحركة الوطنية).
وفي العام 1983م، أنشأ أربكان حزب الرفاه الإسلامي الذي يعد بمثابة الكنف لظهور أردوغان، لمحاولة توحيد عدد من الدول الإسلامية، مثل ليبيا وإيران ومصر وباكستان وإندونيسيا ونيجيريا وبنغلاديش وماليزيا، تحت مظلة الإخوان، إلا أن المشروع باء بالفشل.